الواقع والأفق على ضوء كلمة السيد القائد

البيضاء نت | مقالات 

بقلم / إلهـام الأبيـض

 

في ظل التطورات الأخيرة، أثبت الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن قطاع غزة أن العدوّ الإسرائيلي وفشله المدوي في تحقيق أهدافه في الجولة الحالية يشكلان محطة مهمة في مسيرة الصراع المستمر. إذ إن هذا الاتفاق لم يأتِ من فراغ؛ بل هو نتاج فشل العدو في حسم المعركة، وما حدث هو استمرار طبيعي لجولات متكررة من الصراع التي يخوضها أمام صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة.

 

لقد اضطرّ العدوّ إلى توقيع هذا الاتفاق بعد أن أظهر فشله في فرض شروطه، وهو ما يؤكد أن معركة المقاومة ليست محصورة في الجولة الحالية فقط، وإنما هي جزء من صراع مستمر لاستعادة الحقوق وتحقيق الحرية والكرامة. نحن في حالة يقظة دائمة، ورصدٍ دقيق لمراحل تنفيذ الاتفاق، لضمان إنهاء العدوان بشكل فعلي وخلق بيئة آمنة تضمن إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة للشعب الفلسطيني، بما يعزز من صموده وحقوقه المشروعة.

 

وتتجسد أمانينا في وقف الإبادة الجماعية المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وأن يلتزم العدوّ الإسرائيلي بوقف إطلاق النار الكامل، وهو ما يمثل الهدف الأساسي من الدعم والإسناد الذي نقدمُه. يجب أن نعي أن ما حدث هو مجرد جولة من جولات الصراع، وأن مخططات الأعداء مستمرة، وأن الاستهداف لن يقتصر على قطاع غزة فحسب، بل يشمل فلسطين بكل أراضيها والأمة بأسرها، ضمن استراتيجيات متكاملة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وطمس الهوية الوطنية.

 

وفي سياق ذلك، يظلّ التنبيه مهمًا إلى أن العدوّ الإسرائيلي يستعد عبر كل جولة لعدوان جديد، ويخطط لضرب المنطقة مجدداً، مما يحتم علينا الاستعداد الدائم وعدم الاعتماد على اتفاق مؤقت. علينا أن نستعد للجولات القادمة في ظل التوجه العدواني المستمر ضد الأمة. ونحن في مواجهة هذا التحدّي، نواجه أيضاً حربًا ناعمة عبر حملات إعلامية ودعائية واستهدافات اقتصادية، تهدف إلى إذلال الأمة وتمزيق وحدتها.

 

إنّ الصراع مع الأعداء لا يتوقف، وهو في أوجه، ويهدف إلى تدمير الأمة واستعبادها وطمس هويتها الحضارية. في مقابل ذلك، يجب أن يركّز مسارنا على معادلة التحرر من قبضة المحتلين وطرد شرِّهم من المنطقة. فهذه المعادلة، إن تحققت، ستوفّر للأمة الأمن والاستقلال والردع، وستعيد فلسطين إلى حضنها وتحفظ مقدساتها.

 

ومع استمرار العدوان، يجب أن نكون في أعلى درجات الحذر، وأن نواصل دعمنا للشعب الفلسطيني وتأييده بكل ما أوتينا من قوة. وبما أن التوصل إلى اتفاق يعد أحد الخيارات، فإن نيل نتيجة مرضية والالتزام بما تم الاتفاق عليه هو الهدف الأسمى، وإلا فمسار الدعم والإسناد سيستمر بقوة أكبر، مع العمل على تطوير القدرات العسكرية لمواجهة أي استجداد من قبل العدو، ومتابعة تطور تقنياته وأسلحته.

 

وبرصدنا المستمر للأحداث، نؤكد على أهمية التنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين، وعلى مستوى المحور وأحرار العالم، لضمان استمرار الحركة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال وتعزيز موقعها في المعركة حتى تحقيق النصر النهائي.

 

في النهاية، تؤكد دروس الجولة الحالية أن الصراع مع العدو لم ينته، وأن الأمة أمام خيار الاستمرار في التصعيد والإعداد في سبيل تحرير فلسطين وتحرير المنطقة من شرور المحتلين. وحدتنا ووعي شعبنا وتصعيد دفاعنا هي مفاتيح النصر في مواجهة المخططات العدوانية. وسيظل دعمنا المتواصل قائمًا عبر العمل الدؤوب وتحقيق عناصر القوة والردع، لتحقيق أمن واستقلال أمتنا وعودة الحقوق إلى أصحابها.