عامان من إسناد يمن الإيمان

البيضاء نت | مقالات 

بقلم / عبدالواسع صايل الغولي

عامان من الخروجِ الجهادي الجماهيري، ولا زال الصراع مع عدوِّ الأُمَّــةِ مُستمرًّا..

عامان من التضحيةِ والفِداء، منذُ اليومِ الأول، وشعبُ الإيمانِ والحكمةِ والجهادِ يقف داعمًا ومساندًا للقضيّةِ الأعدلِ والمظلوميةِ الأبشعِ على وجهِ الأرض.

عامان من الخروجِ الجماهيريِ الجهاديِ؛ الذي سُمِعَ صَداهُ أنحاءَ المعمورةِ، والذي تجلّت فيه المواقفُ المُشرِّفةُ، فيه دروسُ العزَّةِ والكرامةِ والشرفِ والعنفوانِ.

في هذا الخروجِ يلحَظُ في قبضاتِ الرجالِ، وصرخاتِ الأحرار، وتعابيرِ وجوهِ المحتشدينَ، ورسائلِ المجاهدينَ، وشموخِ وعزِّ أسرِ الشهداءِ والأسرى والمفقودينَ، وصلابةِ الجرحى من يتصدّرون في أول صفٍ في جُمُوعِ المحتشدينَ؛ ألف درسٍ ومعنىً للصمودِ والثباتِ والعزمِ لتحقيقِ النّصرِ، العزمِ على إرغام العدوّ الصهيونيِّ للهزيمةِ، العزمِ على رفعِ رايةِ الانتصار وكسرِ شوكةِ الطغاةِ.

وهَـا هو شعبُ الكرامةِ والوفاءِ؛ ظلَّ وسيظلُّ مع كُـلّ أحرار العالمِ، مدينًا، مستنكرًا جرائمَ الإبادة والقتلِ والتجويعِ، رافضًا سياسةَ الحصارِ، ليست إدانة على ورقٍ، وليس كلامًا أَو بيانًا يقرأه أحد الحاضرينَ، لا.

إدانة واستنكارٌ ورفضٌ، يعبر عنها في الواقعِ العمليِّ، مصحوبًا بخروجِ الملايينَ الثائرينَ، مصحوبًا بالبنادقِ والرصاصِ والصواريخِ والطائراتِ، مصحوبًا بالمقاطعةِ الاقتصاديةِ، والمقاطعةِ في كُـلّ ما من شأنِه خدمةُ العدوّ.

وها هو العدوّ الصهيونيُّ يتجرّعُ في كُـلّ يومٍ كؤوسَ الهزيمةِ، الخسائرَ الفادحةَ الاقتصاديةَ، والخسائرَ البشريةَ، ويعاني المستعمِرونَ مِن اضطراب في حالتِهم النفسيةِ، الناجمِ عن الصواريخِ والطائراتِ التي تصل إلى عمقِ كيانه المؤقّت.

وكما هو خروجُ اليمانيينَ بالملايينَ، يخرجُ الصهاينةُ بالملايينَ في كُـلّ أسبوع؛ ولكن خروجَهم هو من نوعٍ آخر، خروجٌ يعبر عن حالةِ الرعبِ والذعرِ والخوفِ الشديدِ من الموتِ، يهرعون بالملايينَ إلى ملاجئِهم؛ خوفًا من صواريخِ اليمنِ.

وها هو اليوم -بعد عامين من خسرانهِ- يفصحُ اليومَ بلسانِ الحالِ والمقالِ معًا؛ أنّه فشل في القضاءِ على حماسَ، وفشل في استعادة أسرَاه، وفشل في إيقاف محورِ الجهادِ والقدسِ والمقاومةِ في إيران والعراقَ ولبنانَ، ولا سيما اليمنَ.

لجأ إلى إبرامِ الاتّفاقياتِ، والخضوعِ لقراراتِ المحورِ، وكما في كُـلّ جولةٍ، لا يجني سوى الهزيمةِ والخُسرانِ الواضحِ، ولا سيما عارُ ضعفِه، برغمَ الدعمِ الماليِّ والمعنويِّ له من العالمِ الغربيِّ ومعظمِ العالمِ العربيِّ، إلا ما رحمَ الله.

ونقولها ونسمعها للعالمِ أجمعَ: أنَّ الصراعَ مع العدوّ الصهيونيِّ مُستمرّ، حتى تحريرِ فلسطينَ، وحتى التزامه بكافةِ القراراتِ التي تفرضها المقاومةُ، وحتى اجتثاث كيانهِ المؤقّت.

وكما في كُـلّ جولةٍ من الصراعِ مع عدوِّ الأُمَّــة، تكثيفٌ للجهودِ، وللوعيِ، وللإعدادِ والبناءِ والتأهيلِ، ونحنُ بتوفيقِ اللهِ تعالى، أُمَّـة بحجمِ الصراعِ العالميِّ.