استشهاد القادة.. دليلٌ على نضج المقاومة

إيمان شرف الدين

تثير الكثير من وسائل إعلام العدوّ اليوم ضجة إعلامية مصحوبة بالابتهاج والتشفي؛ نتيجةَ سقوط الكثير من قادة المحور شهداء على أيدي العدوّ الصهيو أمريكي، هذه الضجة الإعلامية قامت على أُسُسٍ من المغالطة والفرح المزيَّف المؤقَّت، وقناة mbc العبرية واحدة من قنوات ووسائل إعلام العدوّ التي لم تدَّخِرْ جُهدًا ولا وقتًا؛ فأسرفت في بث سمومها من خلال برامجها وتقاريرها التي أمعنت في تضليل العامة عن الحقيقة، وأرجفت القلوب الضعيفة، وسعت إلى تشويه صورة الشهداء القادة فأسمتهم مجرمين وإرهابيين!

هي الحرب!! وهي المواجهة الصريحة مع العملاء ومع العدوّ في آن واحد؛ فبعد أن كنا نواجه فقط العملاء، والعدوّ مختبئ خلف أقنعتهم، أصبحنا نواجه الاثنين، معًا، العميل والعدوّ، في حرب قوية وشرسة، تعدت حدود الأسلحة والنيران، إلى حدود ضرب المجتمعات فكريًّا من خلال تزييف الإعلام.

اليوم، يمثل الإعلام دورًا بارزًا، وسلاحًا فعَّالًا، من خلال كونه مواجهًا ومدافِعًا وَأَيْـضاً مستهدَفًا، ويبقى السؤال أين هو دور إعلامنا العربي اليوم، غير أن هذا السؤال لا يعد سليم الأركان؛ لأَنَّ إعلامنا العربي للأسف اليوم جزء كبير منه يقف تحت مِظلة العدوّ، ويروِّجُ للعدو، وينتفض للعدو، وليكون السؤال مكتمل الأركان: أين هو دورُ إعلام المقاومة اليوم؟

والإجَابَة تشفي صدور قوم مؤمنين؛ لأَنَّ إعلامنا المقاوم اليوم، وقف ويقف للعدوان موقف الجبهة المساندة لسلاح ومسيرات وصواريخ المقاومين، سواء في غزة أَو لبنان أَو اليمن أَو العراق أَو سوريا أَو إيران.

اليوم، كُـلّ عربي ومسلم حُر، مقاوم، تحول إلى إعلامي قوي، مخضرم، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال اللقاءات الثقافية، والندوات التوعوية، والفعاليات؛ بمعنى أنه ليست فضائيات المقاومة اليوم فقط من يمثل جبهة المساندة والمواجهة جنبًا إلى جنب مع المقاومين في جبهات القتال المختلفة، بل كُـلّ قلم حر، وكل فكر جهادي مناهض للعدو يلعب دورَ المساندة والمواجهة أَيْـضاً.

إن المقاومة اليوم، في أوجِ نضجها، وقوتها، تشبه في ذلك الشجرة المتجذرة في أعماق الأرض، المكتظة بالأغصان المتناسقة، المليئة بالثمار الطيبة، ولعل قادتها الشهداء لم يسقطوا من هذه الشجرة إلا ليتركوا المجالَ لثمار جديدة، لن تكون أقل منهم في العطاء.

المقاومة اليوم، نقولها بكل ثقة وبكل قوة لهذا العدوّ اليهودي المجرم، المقاومة اليوم، شجرة متجذرة، لا يمكن قطعها أَو اجتثاثها، وما قادتها الذين سقطوا شهداء، إلا ثمار نضجت فغادرت لتنضج ثمار أُخرى..

المقاومة اليوم أصبحت جزءًا من تكوين هذه الأرض؛ فلا يصح اتِّزانُها ولا يصحُّ حتى دورانُها إلا بشجرة المقاومة، ولينظر العدوّ إلى شجرته الضعيفة، وجذوره المريضة، وأغصانه المحدودة المعتمة، فلينظر، وليعقد مقارنةً سريعةً، وأنا متأكّـدة أنه سرعان ما سيمتلئُ رُعبًا من بشاعة المنظر، وسيدركُ سوءَ العاقبة والمنتظَر!