تدنيسُ القرآن إعلان حرب على الأُمَّــة.. وصمتُ المسلمين جريمةٌ لا تُغتفر
البيضاء نت | مقالات
بقلم / محمد فضل العزي
اليوم، ونحن نشاهد الجريمة النكراء التي أقدم عليها الصهيونيُّ الملعون، أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، من إهانة وتدنيس لكتاب الله القرآن الكريم، ندرك أن ما جرى ليس حادثةً عابرة ولا زلّةً فردية؛ بل هو فصلٌ متجدّد من حربٍ معلنة على الإسلام، وعدوانٍ سافرٍ على أقدس مقدّساته.
لقد تكرّرت هذه الجرائم في أمريكا وفي عددٍ من البلدان الأُورُوبية خلال الأعوام الماضية، وتتكرّر اليوم بوقاحةٍ أشدّ، وبغطاءٍ رسميٍّ أخطر، حتى غدت الإهانة سياسة، والاستفزاز منهجًا، والعداء إعلانًا صريحًا بلا مواربة.
إنها جريمةٌ من أشنع الجرائم، واعتداء بالغ السوء، واستفزاز فاضحٌ لمليارات المسلمين؛ إذ تُدنَّس كلمة الله، ويُهان كتابه، ويُعلن العداء للقرآن والإسلام والمسلمين من موقعٍ يمثّل الدولة الأمريكية ومؤسّساتها.
هذا التصرف المشين شاهدٌ صارخ على عمق حقدهم، وعلى انزعَـاجهم العاجز من القرآن الكريم، وضعفهم أمام نوره وقوته؛ فمهما عظّمت أنشطتهم الدعائية، وتنوّعت مشاريعهم التثقيفية والتعليمية المسمومة، فَــإنَّ عجزهم لا يتجاوز قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}.
تصرُّفهم هذا عدائيٌّ إجراميٌّ شيطانيّ، لا مبرّر له بحال؛ وهو إساءة عظيمة إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى رسله وأنبيائه، وإلى القرآن الكريم، خلاصة الكتب الإلهية وذروة الهداية.
هذا التصرف كفرٌ فاضح، وعداءٌ سافرٌ للمجتمع البشري كله؛ فمشكلتهم مع القرآن واضحة وتتجلى في الآتي:
أولًا: لأنه يحرّر الإنسان من العبودية لهم.
ثانيًا: لأَنَّه يزكّي المجتمع، وهم يسعون دؤوبين لتدنيسه وإفساده ونشر الرذيلة، وضرب القيم الإنسانية والفطرية.
ثالثًا: لأنه يبني أُمَّـة قادرةً على الوقوف في وجه ظلمهم وطغيانهم وإجرامهم.
وفي المقابل، فَــإنَّ هذا الفعل استهداف مباشرٌ للمسلمين وحربٌ على عقيدتهم؛ فالقرآن الكريم أقدس المقدسات على الإطلاق، ومكانته في المعتقد والرسالة لا تُدانى.
إن صمتَ كثيرٍ من المسلمين، وتخاذلَ كثيرٍ من الأنظمة عمّا يجري، جريمةٌ أُخرى لا تقلّ فداحة؛ فهو تقصيرٌ مهين، وتفريطٌ مخزٍ، وتنصّلٌ كاملٌ من المسؤولية.
إنه خطرٌ داهم على الأُمَّــة: فإذا سكتت عن أعظم استهداف لأقدس مقدّساتها، فبأي قضيةٍ تتحَرّك؟ وبأي شرفٍ تقف؟ وكيف تجتمع كلمتها؟
إن غياب الموقف، ووأد الصوت، وانعدام الاحتجاج والتنديد والإجراء، هو شهادةُ عارٍ على من فرّط، ودليلٌ على أن قيمة القرآن قد أُهملت عند البعض.
فكيف يُحتجّ لقضايا أُخرى، ويُتجاهل الاعتداء على كتاب الله؟! إنها لحظةُ امتحانٍ فاصلة: إمّا وعيٌ وموقفٌ يليق بعظمة القرآن، وإمّا سقوطٌ مدوٍّ في هاوية الصمت والتخاذل.