من علامات الساعة  ( شرعية الفنادق )

الدكتور/ محمد البحيصي 

 

العلامة شئ يعلم بها شئ آخر … تكون في شخص علامة يعرف بها دون غيره وهكذا يمكن التوصل للشئ من خلال علامة يختص بها…وهذا ينطبق على العلامات الخلقية بسكون اللام والخلقية بضم اللام..كما ينطبق على ظواهر الأشياء كلباس خاص لمهنة خاصة…وحتى الظواهر الطبيعية لها علامات كاقبال الليل مثلا أو دخول موسم الشتاء….وهكذا..

 

ويصدق الشئ على الساعة التي هي القيامة ونهاية هذا العالم ( الدنيا) ..وقد زخرت الأحاديث النبوية بالعلامات التي تشير إليها…

ومن هذه العلامات ” توسد الأمر لغير أهله”..

وقد حفل تاريخنا بهذا النوع من العلامات والأشراط ..لكنه في واقعنا اليوم بات الأصل وسواه يظهر وكأنه شاذ لدرجة أن الناس لم تعد تصدق أن لهذه القاعدة استثناء….

ومن هذه العلامات ما يسمى ” الشرعية اليمنية” وهي تسمية مختلقة مزعومة لأحابيش ومجاميع متشاكسة حشرت حشرا بين ظفرين لترسم لفظة الشرعية والتي تعني تلك المجموعة القادمة من خارج إرادة الشعب اليمني والمتواطئة مع الخارج المعادي والجسر الذي تعبر من خلاله قوى العدوان للأضرار باليمن والحيلولة دون تعافيه والمضي بمشروعه التحرري السادي المستقل وابقائه في دائرة التبعية…

هذه الخلطة السامة والسوريالية قبلت على نفسها أن تتجاور في خلاط المشروع المعادي تاريخيا لليمن لعمل سحاوق كريه غير صالح للأكل وخال من أي فائدة سوى تلك التي تعود على عناصره المنتشرة في فنادق وشقق عواصم العدوان الصماء…

 

أقول خلطة سامة غير متجانسة وغير قابلة للتعايش ذاتيا ..وما يظهر عليها من بعض حياة إنما يأتي من خارجها من قبل الجهات التي جمعتها ووظفتها في مشروعها حيث لا مكان ولا اعتبار لليمن في هذا المشروع….

فمتى كان الناصري يلتقي مع الاخوانجي..ومتى كان السلفي يلتقي مع الاشتراكي..ومتى كان أصحاب أبين يرضون بأصحاب الضالع أو بمثقفي تعز..ومتى التقت بقايا الجبهة القومية ببقايا جبهة التحرير..ومتى التقت قوائم المكتب السعودي الخاص بدعاة الاستقلال..ومتى التقى هذا الجناح من الحراك مع ذاك الجناح من نفس المكون وغيره؟!!

هؤلاء العاملون وليس الشركاء ولا المساهمون حيث أنهم دون ذلك ولا يسمح لهم مشغلهم بهذا الدور متشاكسون في كل شئ الا في معاداة بلدهم اليمن والاصطفاف مع اعدائه..وهذه ظاهرة تنطبق على كل الكيانات المصنعة خارج بلدانها على أيدي أعداء البلدان وكلها تقوم بدور الجماعة الوظيفية القذرة….

ما دفعني لقول هذا هو ذلك التطبيل والتزمير والتصفيق والنعيق والنهيق الذي تقوم به هذه” الشرعية ” للعدوان الامريكي المجرم على ( بلدهم) اليمن..وهذا التوحش الص.هي.وامريكي في تدمير هذا البلد وقتل نسائه وأطفاله وشيوخه وتدمير بنيته التحتية تماما كما هو العدوان على غزة…ومع هذا فإن هؤلاء النفر من المرتزقة لا يكتفون بما يرونه من اجرام وبشاعة بل يطالبون بالمزيد وبتكثيف وتوسيع دائرة القتل ضد أبناء جلدتهم في موقف لا أخزى ولا أحقر ولا أوطى منه في التاريخ اليمني..

وأكثر من هذا حديثهم عن الاستعداد للمشاركة في هذا العدوان بريا والانخراط في المجازر ضد شعبهم…

ولولا أن صاحب الشركة المسماة ” الشرعية” غير قادر على الدخول المباشر في الحرب بعد أن وعى درس السنوات الثماني وبالتالي فإنه يدرك أن أية مشاركة لهؤلاء ضد صنعاء سيحسب عليه وستكون له ردود وعقابيل لا يتحملها لكان هؤلاء الآن في أتون العدوان …وانتظارهم إلى الآن ليس دليل على عجزهم فحسب وانما لأن مشغلهم لم يعطهم الأمر بذلك رغم رغبته الأكيدة ولكنه الخوف والحسابات التي حالت دون ذلك سيما وهو يرى أن الأمريكي ( الاصيل )بنفسه يتحدث عن الفشل واليأس والإحباط في هذه المواجهة..

أيام أو أسابيع أو شهور وسيتوقف العدوان ..ولن تعدم أمريكا ما تبرر به وقف عدوانها وهذه مشكلتها…

لكن….ماذا سيقول المرتزقة حينئذ للناس..وكيف سيكون حالهم وهم الذين راهنوا مرارا على الموقف الأمريكي وعدوانه على بلدهم..؟

وماذا سيتبقى لهم من دور أو وظيفة وقد ضاعت ما كانوا يرونها فرصة العمر ؟

والى متى يمكن لمشغليهم أن يحتفظوا بهم وقد احترقت ورقتهم ولم يعد لهم لزوم.. ؟

وأي أرض في الدنيا ستقبلهم إذا قرر مشغلوهم الاستغناء عنهم وهم الذين خانوا بلدهم وخذلوا شعبهم ..؟ وهذا اليوم آت لا محالة..وهو المصير المحتوم عبر التاريخ…

أسئلة أطرحها عليهم لعل بعض المخدوعين منهم يسمعون أو يعقلون.. قبل فوات الأوان ولات حين مندم…..

الكاتب والباحث