إيران ترد بقوة على العدوان الصهيوأمريكي.. واليمن يؤكد حضوره كشريك في معركة التحرر
البيضاء نت | محلي
أحبطت الجمهورية الإسلامية في إيران المخطط الصهيوأمريكي المستمر منذ عقود، الذي استهدف تفكيك قدراتها العسكرية وتقويض بنيتها التحتية بذريعة ما يُعرف بـ”الملف النووي الإيراني”، وهي ذريعة طالما استخدمها قادة الاحتلال وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو.
ورغم التضحيات الجسيمة التي تكبدتها إيران، من اغتيال قادة عسكريين وعلماء في البرنامج النووي، إلا أن طهران تمكنت من تحويل الاستهداف إلى نقطة انطلاق لردّ استراتيجي غير مسبوق، طالت ضرباته مراكز أبحاث وصناعات عسكرية إسرائيلية حساسة، على رأسها “معهد وايزمان للعلوم”، الداعم الرئيسي للجيش الإسرائيلي في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل المعلومات.
كما استهدفت الصواريخ الإيرانية مجمع “الكرياه” العسكري في قلب تل أبيب، مقر وزارة الدفاع وهيئة الأركان، إلى جانب مركز الاستخبارات العسكرية “أمان” في هرتسيليا، مما مثّل اختراقاً نوعياً في عمق المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال.
هذا الرد الإيراني الصارم عرى هشاشة الكيان الإسرائيلي الذي طالما تباهى بتفوقه العسكري، وحوّله إلى كيان مكشوف أمنياً وعسكرياً رغم عقود من الدعم الأمريكي والأوروبي. وقد أثبتت الصور التي انتشرت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حجم الدمار وفشل منظومات “القبة الحديدية” في اعتراض الهجمات، رغم التعتيم الإعلامي الصهيوني الكبير.
في المقابل، فشلت إسرائيل في تحقيق أي هدف نوعي خلال استهدافاتها المحدودة لإيران، وعجزت عن وقف تقدم البرنامج النووي السلمي الإيراني، أو كسر إرادة القيادة الإيرانية، التي تمضي بثبات نحو تعزيز قدراتها الاستراتيجية.
ويعتبر محللون عسكريون هذا التطور نقطة تحول استراتيجية في معادلة الردع الإقليمي، مؤكدين أن تل أبيب غير قادرة على تحمّل ضربات متكررة بهذا الحجم، خاصة في ظل الفشل الواضح لمنظوماتها الدفاعية.
وفي سياق المعركة الشاملة، لم يكن اليمن غائباً، بل أكد حضوره القوي كطرف فاعل وشريك استراتيجي في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي، من خلال مواقفه السياسية والإعلامية والعسكرية المتقدمة، وفي مقدمتها دعم المقاومة الفلسطينية والاصطفاف مع إيران في معركة التحرر الإقليمي.
وتعكس المواقف الرسمية والشعبية اليمنية إصرار القيادة الثورية والسياسية على المضي قدماً في مواجهة الهيمنة الأمريكية والصهيونية، مهما كانت التحديات، وبما يترجم التزام اليمن التاريخي بنصرة قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وفي قلب هذه المواجهة المستمرة، تبرز غزة كرمز للصمود والبطولة، إذ يواصل الاحتلال جرائمه بحق المدنيين ومراكز الإغاثة، في محاولة يائسة لكسر إرادة المقاومة وتعويض إخفاقاته العسكرية والاستخباراتية، وسط تصاعد الضربات من جبهات متعددة.