“أنصار الله تُعيد رسم خريطة الأمن البحري وتخترق الحسابات الغربية”

البيضاء نت | محلي   

 

كشفت شركة “Azure Strategy” البريطانية المتخصصة في الاستشارات الاستراتيجية، في تقرير جديد نُشر على موقعها الرسمي، عن تحوّل جماعة أنصار الله اليمنية إلى “قوة إقليمية فاعلة” تتجاوز في تأثيرها الطابع المحلي، معتبرة أنها باتت تمثل “ثقباً أسود” في الحسابات الغربية يصعب التنبؤ بحركته أو احتواؤه.

وأوضح التقرير أن الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية مؤخرًا على سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر، أبرزها استهداف سفينتي “ماجيك سيز” و”إترنيتي سي”، كشفت عن تطور غير مسبوق في قدرات الجماعة العسكرية والتكتيكية، في ظل تراجع الهيمنة الغربية وتبدل موازين القوى الإقليمية.

وأكدت الشركة أن هذه العمليات تأتي في وقت تشهد فيه مناطق يمنية عدة غارات متواصلة من قبل التحالف الأمريكي–الإسرائيلي، خصوصًا على موانئ ومرافق حيوية في الحديدة ورأس عيسى، ما يشير إلى تصعيد مزدوج من قِبل خصوم أنصار الله، بالتزامن مع جهود دولية لفرض تهدئة شكلية في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أن الضربات اليمنية لم تتأثر بتلك الغارات الأمريكية، بل استمرت وتوسعت، ما دفع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب – بحسب التقرير – إلى إعلان وقف مفاجئ للعمليات في اليمن بعد فشل حملتها العسكرية بين مارس ومايو في تحقيق أهدافها، وعلى رأسها تقويض نفوذ أنصار الله.

وفي قراءة أعمق، أوضح التقرير أن أنصار الله لا تعتمد على إيران بشكل كامل كما تروج بعض الأوساط الغربية، بل تتصرف كقوة مستقلة تملك قراراتها السياسية والعسكرية، وقادرة على بناء تحالفات جديدة، أبرزها مع روسيا والصين، ما زاد من تأثيرها الإقليمي والدولي.

ووصفت “Azure Strategy” هذه الجماعة بأنها باتت تمتلك ترسانة عسكرية غير محددة بدقة من قبل واشنطن، مع اعتراف متزايد بقدرتها على الابتكار والتطوير الذاتي، ما أدى إلى إرباك واضح في الأوساط العسكرية والاستخباراتية الغربية.

وأكد التقرير أن الهجمات البحرية لأنصار الله كان لها أثر مباشر على الاقتصاد العالمي، حيث تسببت في ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وزيادة أوقات عبور السفن، ما أدى إلى اضطراب واسع في سلاسل التوريد، رغم حملات الردع الغربية مثل “حارس الرخاء” و”بوسيدون آرتشر”، وإعادة تصنيف الجماعة كـ”منظمة إرهابية”.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن أنصار الله تحتفظ بسلاحين استراتيجيين: الأول تصعيد الهجمات على الملاحة لزيادة الضغط الاقتصادي العالمي، والثاني توجيه ضربات دقيقة لمنشآت الطاقة في الخليج، ما من شأنه تهديد استقرار أسعار النفط وإرباك المشهد السياسي الداخلي في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن الجماعة لم تعد مجرد تنظيم مسلح، بل تحوّلت إلى كيان سياسي–عسكري يمتلك نفوذًا حقيقيًا في المنطقة، مع غياب معارضة داخلية فعالة، ودعم شعبي وبنية ذاتية متماسكة تؤهله للعب دور متقدم في مستقبل المنطقة.