البحر الأحمر يشتعل: بوادر تحول استراتيجي وتراجع الهيمنة الأمريكية

البيضاء نت | محلي

تتجه أنظار العالم نحو البحر الأحمر، حيث تتصاعد وتيرة التوترات لتتحول إلى صراع مفتوح يُنذر بتغيرات استراتيجية كبرى، وسط تآكل تدريجي للدور الأمريكي في المنطقة.

منذ بدء العدوان على غزة، دخل البحر الأحمر مرحلة جديدة من التصعيد، مع استمرار الهجمات التي تنفذها جماعة “أنصار الله” ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو الدول الداعمة لها. هذه العمليات البحرية الدقيقة تسببت في إرباك حركة الملاحة الدولية، وأجبرت العديد من شركات الشحن العالمية على إعادة رسم خطوط إمدادها بعيدًا عن هذا الممر الحيوي.

ورغم تشكيل الولايات المتحدة لتحالف بحري وتنفيذها ضربات عسكرية داخل اليمن، إلا أن تلك الخطوات لم تحقق أهدافها بردع الهجمات أو تأمين الممرات البحرية. بل على العكس، عززت هذه التطورات الانطباع بأن النفوذ الأمريكي يواجه تحديًا غير مسبوق في واحدة من أهم مناطق النفوذ الجيوسياسي.

يرى محللون أن ما يجري في البحر الأحمر يتجاوز كونه مجرد تصعيد عسكري، ليُعبّر عن بداية تشكل نظام إقليمي جديد، تتراجع فيه الهيمنة الغربية تدريجيًا أمام صعود قوى محلية وإقليمية تفرض قواعد اشتباك جديدة، دون أن تخشى الاصطدام المباشر بواشنطن.