من “الإخوان المسلمين” إلى “إخوان إسرائيل”!
البيضاء نت | مقالات
بقلم / عبد المؤمن محمد جحاف
لطالما تغنَّت أنقرة والدوحةُ وأتباعها بشعارات الدفاع عن فلسطين، وتاجر إعلامُهم بقضية القدس، وصدّعوا رؤوسَ الجماهير بخطاب العروبة والإسلام والمظلومية. لكن السنوات كاشفةٌ، والمعارك الفاصلة لا تُبقي ستارًا على المواقف، ولا تسترُ وجوه المتآمرين.
اليوم، تتساقط الأقنعةُ أمام عيون الأُمَّــة، وتنكشَّفُ حقيقة مؤلمة: قطر وتركيا باعتا فلسطين… وباعتا غزة… وباعتا القدس، في سوق العمالة العلنية؛ خدمةً للعدو الصهيوني ذاته.
منذ سنوات، مارست قطر ضغوطًا متكرّرةً على حركات المقاومة في غزة، وعلى رأسها حماس، لتقديم تنازلاتٍ في جولات التهدئة، مراعيةً الخطوطَ الحمراء الإسرائيلية أكثرَ من اهتمامها بدماء الأطفال.
كانت تلك الضغوط تُغطّى بشعارات “الوساطة” و”الدبلوماسية”، لكن الحقيقة أن اليد القطرية كانت دومًا تزن مواقفها بميزان تل أبيب وواشنطن.
واليوم، لم يعد هناك حتى قِناعٍ ديبلوماسي أَو مجاملة دينية. قطر تعلنُ تخليها عن غزة بدم بارد، وتتنصّل من مسؤوليتها أمام حصار يلفظ أنفاسَ مليونَي إنسان.
ترفع يدها عن حماس، وتترك غزة فريسةً للجوع والدمار؛ فقط لأَنَّ “تل أبيب لم تعد راضية”!
أما تركيا، صاحبةُ خطاب “القدس خط أحمر” و”لن نترُك فلسطين وحدَها”، فهي تمارس العلاقات مع (إسرائيل)، وتُفعّل الاتّفاقات الاقتصادية والعسكرية، وكأن دماء أطفال غزة لم تُسفك منذ شهور، وكأن المسجد الأقصى لم يُدنّس، وكأنّ فلسطين لا تُحاصر.
أردوغان، الذي زعم ذات يوم أنه حامي القدس، اختار اليوم أن يكون شريكًا استراتيجيًّا لقاتلها.
فهل تحولت “الإخوانية” القطرية والتركية إلى إخوان لـ “إسرائيل”؟!
هل باتت حركات ترفع راية الإسلام تمهّد الطريق للصهاينة ليتفرّدوا بالمقاومة؟
وهل صارت فلسطين ورقة مساومة في يد من تاجروا بها لعقود؟
إن من يخذل غزة اليوم، ويُراهن على تحالفه مع الغرب و(إسرائيل)، لا يختلف في خيانته عن الأنظمة المطبعة التي باعت ضمير الأُمَّــة. بل إن خيانته أعمق؛ لأَنَّه كان يدّعي الوقوفَ مع الحق وهو يخطط للغدر.
التاريخ لن يرحم.
وغزة التي نزفت في وجه الخِذلان، لن تنسى من خذلها ساعةَ الحصار.
وفلسطين، ستظل تميّز بين من يقاتلُ مِن أجلِها، ومن يتاجر باسمها ليبيعها بسعر النفط والغاز.