المؤتمر العفاشي.. جناح العمالة ورمز التخريب في اليمن بين الأمس واليوم

البيضاء نت | تقرير  

 

في لحظة مفصلية تمر بها اليمن، تتجلى بوضوح المؤامرات التي تستهدف سيادتها واستقلالها، لتعود إلى الواجهة الأدوار المشبوهة لأطراف داخلية انصاعت للوصاية الخارجية. على رأس هذه الأطراف يبرز المؤتمر العفاشي، بقياداته المرتبطة بالمحور الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي، الذي استمر لعقود أداة تنفيذية بيد القوى الخارجية، وأصبح اليوم بوقًا لتدمير مصالح اليمن وأمنه.

هذا التقرير يرصد الأثر الكارثي الذي خلفه النظام العفاشي خلال 33 عامًا من حكمه، حيث حوّل اليمن إلى دولة مشلولة، منهوبة، ومغلقة أمام التنمية رغم غياب الحروب أو الحصار في تلك الفترة. كما يكشف عن تحالفه العضوي مع قوى العدوان الخارجي، وارتباطه بالمشروع الأمريكي-الصهيوني الهادف إلى تفكيك اليمن ونهب ثرواته.

يرصد التقرير المحطات التاريخية والمعاصرة التي تثبت أن الصراع في اليمن ليس مجرد نزاع داخلي، بل معركة بين مشروع استقلال وحرية، وبين مشروع تبعية وعمالة.


المؤتمر العفاشي: 33 عامًا من الفساد والهيمنة

 

خلال ثلاثة عقود، هيمن نظام علي عبد الله صالح على مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية والعسكرية، مسخّرًا كل الموارد لمصالح شخصية وتحالفات خارجية. بدلاً من بناء مؤسسات قوية، رسّخ حكم الفرد والعائلة، وفتح الأسواق اليمنية أمام المنتجات الأجنبية على حساب الزراعة والصناعة المحلية، مما حول البلاد إلى سوق استهلاكية يخضع لتوجيهات الدول الممولة.

افتقد اليمن خلال هذه الحقبة لأي تنمية حقيقية أو خدمات أساسية متطورة، بينما كان المال العام يُنهب وتُبنى القصور الفخمة لقادة النظام، في ظل سياسة ممنهجة لإفقار وتجهيل الشعب لتثبيت السيطرة والهيمنة، مع توطيد روابط العمالة للخارج، لا سيما للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، عبر صفقات مشروطة تهدف إلى إبقاء اليمن ضعيفًا وممزقًا.


العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي: مشروع التدمير الشامل

 

منذ بداية العدوان في مارس 2015، انكشف المشروع الحقيقي المرتبط بهذا النظام وأدواته، حيث دُمّرت البنية التحتية للبلاد بشكل ممنهج، من مطارات وموانئ إلى مستشفيات ومدارس، وسُرقت ثروات النفط والغاز في المحافظات المحتلة، وحُرم ملايين الموظفين من رواتبهم بعد نقل البنك المركزي.

على الرغم من الثروات الهائلة، تعرض الشعب اليمني للتجويع وتجفيف موارد الدولة لصالح مصالح خارجية، بتواطؤ من قيادات عفاشية داخلية تابعة لهذا المشروع.


العفافيش: أداة العمالة وبؤرة الفوضى الداخلية

 

لا تزال بقايا جناح المؤتمر العفاشي تعبث بأمن واستقرار اليمن، متنقلة بين العواصم الخليجية والغربية لخدمة المشروع الأمريكي-الصهيوني، متبنّية سياسة تقسيم اليمن ونهب ثرواته، مستخدمة الشرعية المزيفة وتحالف العدوان كغطاء، وفي الداخل تُمارس الفتن عبر التضليل الإعلامي ونشر اليأس ومحاولات زعزعة الجبهة الوطنية.

العفافيش اليوم هم امتداد مباشر لأجهزة استخبارات السعودية والإمارات والولايات المتحدة، ويعدون أبرز وجوه الخيانة والعمالة التي لا تخجل من ارتباطاتها وتصريحاتها العميلة.


المؤتمر الوطني المناهض للعدوان: وجه وطني يرفض الخيانة

 

في مقابل جناح العمالة، ظهر داخل المؤتمر الشعبي العام تيار وطني شريف رفض الارتهان للأجنبي، ووقف صفًا واحدًا مع الشعب اليمني في وجه العدوان، متمسكًا بسيادة واستقلال اليمن بعيدًا عن الوصاية.

هذا التيار رفض المشاركة في مؤامرات التقسيم ونهب الثروات، وشارك بفاعلية في الجبهات السياسية والإعلامية والشعبية دفاعًا عن كرامة ووحدة الوطن، مؤكّدًا أن مشروعه هو بناء دولة يمنية مستقلة ذات سيادة، تحررت من تبعية الخارج.


ختاماً المؤتمر العفاشي ليس مجرد تيار سياسي، بل هو أحد أعمدة العمالة التي ساهمت بشكل مباشر في انهيار اليمن، عبر عقود من الفساد والتواطؤ مع العدوان. واليمنيون اليوم واعون لحجم المعركة؛ معركة الاستقلال ضد الوصاية والهيمنة.

النصر لا يتحقق إلا بمواجهة العدوان الخارجي والخيانة الداخلية معًا، وفصل الصف الوطني الصادق عن العملاء. إما يمن حر مستقل، أو يمن تابع مرتهن بأيدي العفافيش وأدوات الاحتلال.