الطابور الخامس في الداخل: “العفافشة”.. رأس الحربة الإسرائيلية لضرب اليمن من الداخل
البيضاء نت | تقرير
مع تصاعد المواجهة بين اليمن وقوى العدوان في البحر الأحمر، وتحقيق القوات البحرية اليمنية إنجازات استراتيجية أربكت تل أبيب وواشنطن ولندن، لجأ العدو الصهيوني إلى ميدان جديد لقلب موازين المعركة: الداخل اليمني.
في هذا السياق، برزت بقايا النظام السابق – المعروفة بـ”العفافشة” – كأداة إسرائيلية مفضلة، تتحرك بدعم إماراتي–سعودي، لخلق الفوضى السياسية والإعلامية وتشويه المشروع الثوري من الداخل.
من البحر إلى صنعاء.. التحوّل الصهيوني
بعد أشهر من الضربات اليمنية التي شلّت حركة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وفرض صنعاء معادلة ردع غير مسبوقة، أدركت تل أبيب أن المواجهة البحرية وحدها لن تحقق أهدافها.
انتقلت الخطة إلى ضرب الجبهة الداخلية، عبر شبكة حلفاء محليين يمتلكون خبرة في العمل داخل النسيج الاجتماعي، وعلى رأسهم “العفافشة” المرتبطون بعواصم العدوان.
ومن أبرز تجليات هذا الدور ما أعلنه المدعو طارق عفاش – الملقب بحارس الصهاينة في البحر الأحمر – حين روّج لسيناريو “القبض” على قارب يحمل أكثر من 70 طنًا من المتفجرات قادمة من إيران إلى صنعاء، وهي رواية لاقت سخرية واسعة في الشارع اليمني.
الإمارات.. الوسيط القذر
تلعب أبوظبي دور الوسيط الإقليمي للمشروع الإسرائيلي في اليمن، من خلال:
-
تمويل الحملات الإعلامية التي تستهدف أنصار الله وحلفاءهم من القوى الوطنية الرافضة للعدوان، وصولًا إلى تخوين قيادات مؤتمرية ترفض الانصياع.
-
تنظيم لقاءات سرية بين شخصيات عفاشية ومسؤولين إسرائيليين في أبوظبي وقبرص والبحر الأحمر.
-
إدارة حملات تضليل إلكترونية بفرق ناطقة باللهجة اليمنية ووجوه معروفة بالتزوير الإعلامي، تحاول تحريض الرأي العام ضد الموقف اليمني المساند لغزة.
مصادر أمنية أكدت أن شخصيات عفاشية تلقت تدريبات على أساليب الحرب الناعمة والتأثير الإعلامي، بإشراف خبراء صهاينة.
خطاب متطابق مع الإعلام العبري
المقارنة بين خطاب العفافشة والإعلام العبري تكشف تطابقًا لافتًا:
-
عند كل عملية بحرية يمنية ضد سفن إسرائيلية أو شركات متعاملة مع الكيان، يصفها الإعلام العبري بـ”القرصنة” وهو نفس المصطلح الذي يردده العفافشة، بل ويعتبرون تلك العمليات إضرارًا بالمصالح اليمنية.
-
التركيز على الأزمات الاقتصادية والمرتبات لصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال في غزة وتجويع أهلها.
توقيت مدروس وخلفيات واضحة
تصعيد العفافشة جاء متزامنًا مع الانتصارات البحرية اليمنية وتصاعد التضامن الشعبي مع غزة، وفي ظل عجز الغارات الجوية عن تحقيق أي تقدم في الجبهات، ما يشير إلى تنسيق مباشر مع غرف العمليات الإقليمية والعميلة.
الشارع اليمني يرد
رغم الحملة، يزداد الشارع اليمني صلابة في رفض أي مسعى لتشويه موقفه أو زعزعة أمنه، وهو ما يتجلى في الحشود المليونية التي تملأ الساحات كل جمعة في العاصمة والمحافظات وحتى المديريات.
ويؤكد مشايخ وأعيان ومواطنون أن الشعب يدرك تمامًا أن العدو الصهيوني والأمريكي لن يقف مكتوف الأيدي أمام هزائمه، وأن محاولاته لشق الصف الداخلي ستفشل كما فشلت في البحر.