الصهيونية وجرائمُ الحرب في فلسطين.. بين صمت العالم وعدالة الإسلام

البيضاء نت |مقالات 

بقلم / ق. حسين بن محمد المهدي   

 

 

إن الظلم الذي تمارسه الصهيونية اليهودية في فلسطين لا يسبق له مثيلٌ في البشاعة والفساد والهمجية والانحطاط. فمرتكبو جرائم الحرب في غزة يتجاهلون تمامًا إمْكَانية استيقاظ الضمير العالمي على فاجعة إبادة الشعب الفلسطيني. 

 

إنهم يعدون العدة لحرب إبادة جماعية تهدفُ إلى تدمير كُـلّ مقومات الحياة في غزة، ويتبجحون بذلك بكل وقاحة وسفاهة.

 

لقد تجاوزت الصهيونية كُـلَّ الحدود عندما أزهقت أرواح أكثر من 61 ألفًا، وأصابت أكثر من 153 ألفًا منذ السابع من أُكتوبر 2023م. إنهم بذلك يخالفون كُـلّ المواثيق الدولية والقيم الإنسانية التي أقرتها البشرية جمعاء.

 

ويجمع الضمير الإنساني الحي في العالم على ضرورة الوقوفِ مع الشعب الفلسطيني المظلوم. فكما نصت ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – الذي اعتمدته المحكمة العسكرية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين عام 1945م – فَــإنَّ العدالة تقتضي نصرة المظلومين. لكن سيطرة اللوبي الصهيوني على وسائل الإعلام العالمية يحاول تشويه هذه الحقيقة ويخدر ضمير الإنسانية.

 

إننا أمامَ مأساة إنسانية تستدعي وقفةٍ جادةٍ من كُـلّ أحرار العالم. فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان أصبح مُجَـرّد حبر على ورق في ظل هذه الجرائم البشعة. والحَلُّ الأمثلُ يكمُنُ في العودة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية التي قدمت أرقى النظم لمواجهة الظلم والطغيان.

 

لقد جاءت تعاليمُ الإسلام واضحة في هذا الشأن: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى‏ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ .

﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ .

 

إن الجهادَ في الإسلام نظامٌ متكاملٌ للدفاع عن المظلومين، وهو يصبح فرض عين عندما تحتل أراضي المسلمين. وهذا ما يؤكّـده علماء الشريعة استنادًا إلى النصوص القرآنية والأحاديث النبوية. وقد جاء في القرآن العظيم ﴿انْفِرُوا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، ﴿إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شيئًا وَاللَّهُ عَلى‏ كُـلّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ﴾.

 

إن العالم اليوم يعاني من سياسات ترامب ونتنياهو المتغطرسة التي تفتقر إلى أبسط مبادئ الإنسانية. فكيف لعاقل أن يبرّر قتل الأبرياء وسرقة الأراضي؟ إنهم يتبعون أهواءهم كالبهائم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾ . ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾.

إن مصير الصهيونية سيكون كمصير فرعون وجنوده، وسينصر الله المؤمنين الصادقين في فلسطين واليمن وكل مكان، كما وعد تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾ .