تحركات مكثفة لأدوات الخيانة.. الرغبة في القتال تحت راية الصهاينة

البيضاء نت | تقرير  أحمد داود:

 

 

تظهر تحركات مريبة مؤخراً لأدوات الغدر والخيانة لتنفيذ مخطط أمريكي صهيوني يستهدف اليمن بعد الإخفاق العسكري الكبير لواشنطن في البحرين الأحمر والعربي.

 

 ولأول مرة يبدأ الأمريكيون بتلميع شخصيات جديدة، بعد ترهل الأوراق القديمة، فالخائن أحمد علي عبد الله صالح الذي كان في دكة الاحتياط خلال السنوات العشر الماضية، بدأ في الظهور العلني والتحرك ضمن مسار واضح يهدف إلى تأجيج الفوضى داخلياً، وتحريك الخلايا النائمة للقيام بأعمال لا تخدم سوى العدو الأمريكي والصهيوني.

 

 هذه الظاهرة ليست استثنائية على اليمن فحسب، وإنما هو مشروع ومخطط أمريكي كبير يستهدف المنطقة برمتها. وتحريك العملاء والخونة لم يعد يتم في الخفاء أو في الغرف المغلقة كما كان في السابق، وإنما بات في العلن وبكل وقاحة، والأسوأ أن لهؤلاء جمهوراً لا يستحي أو تستفزه العمالة للخارج، فعلى سبيل المثال يتحرك رئيس الحكومة اللبنانية في هذا السياق خدمة لتوماس براك وأسياده الأمريكيين، وكذلك الحال برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وملوك وأمراء الخليج، وفي اليمن لا يخفى على الأحرار من هم الخونة والمنافقون؟

 

كل المتابعين للأحداث والتطورات في قطاع غزة باتوا على قناعة راسخة بأهمية الموقف اليمني، حتى قيادات المقاومة الإسلامية حماس لا يترددون في إطلاق وصف “إخوان الصدق” على اليمنيين، وهم بذلك يؤكدون بكل وضوح أن المعنيين بذلك هم أنصار الله ولا سواهم، لكن في الجهة المقابلة يتحرك الخونة والعملاء ضمن استراتيجية مغايرة جداً، وهي الرغبة في القتال تحت الراية الصهيوأمريكية.

 

تنسيق أمريكي إسرائيلي مع المرتزقة

ولا تقتصر الخيانة على أشخاص أولاد المجرم “عفاش”، وإنما هي حلقة متصلة ببعضها، ففي الظاهر ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي الذي يتزعمه الخائن رشاد العليمي، وأعضاؤه السبعة الآخرون، ولكل واحد منهم دور محدد، ومهمة يعمل من أجلها لخدمة السعودي والإماراتي، لكن المسألة تطورت الآن ليصبح هؤلاء خونة تحت اليافطة الأمريكية الصهيونية.

 

 وبالتوازي مع التهديدات الصهيونية بتوجيه ضربات على اليمن، يتحرك وزير دفاع الخونة في الحدود السعودية المحاذية لصعدة، ليطلق تهديداته مع حشوده المقاتلين بأنهم في أتم الجهوزية لخوض معركة فاصلة مع القوات المسلحة اليمنية في صنعاء، في أوضح تجليات للخيانة والعمالة، والانخراط للقتال ضمن هذا المشروع الأمريكي الخبيث الذي يستهدف المنطقة برمتها.

 

وعلى الرغم من التزام صنعاء بالهدنة، وانشغالها بإسناد غزة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، إلا أن الخونة والعملاء لا يظهرون أي التزام بها، ويتحركون بشكل واضح وعلني لتفجير الحرب من جديد في الجبهات الداخلية، لكن ما يمنعهم من ذلك حتى هذه اللحظة هو الفيتو الأمريكي الذي يضع حسابات متعددة، ومن أبرزها خشيته من ردة الفعل اليمنية، والتي قد تطال القواعد العسكرية الأمريكية ومراكز الطاقة في الخليج.

 

 ومع ذلك، فالتنسيق الأمريكي مع أدوات الغدر والخيانة على أعلى مستوى، والأمريكيون في هذه اللحظة يفضلون الضغط اقتصادياً أكثر من المغامرة في عملية عسكرية برية غير مضمونة النتائج، غير أن الخيار العسكري يظل مطروحاً على الطاولة، لا سيما وأنه يأتي مع تحركات مكثفة لإثارة الفوضى داخلياً من قبل أنصار الموالين لعفاش، وبدعم سخي من الخائن أحمد علي عبد الله صالح، الذي يحاول اختراق المشهد لصالحه.

 

هي منظومة شر متكاملة تستهدف اليمن ومواقفه الأصيلة المساندة لغزة، يجتمع فيها كل الخونة والعملاء، في معركة تقودها بوضوح أمريكا وكيان العدو الإسرائيلي، لكنها ستحمل الكثير من العناوين المتعددة لمغالطة المخدوعين، ومنها مسألة الرواتب، والفساد، وتوجيه التهم الجائرة ضد المشرفين، وقد بدأت الحملة بشكل منظم في وسائل الإعلام الخليجية واليمنية الموالية للعملاء، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من الوسائل.

 

لا تسامح مع الخونة

ولخطورة ما يخطط له الأعداء، يعمل الأحرار في المؤتمر الشعبي العام على التصدي لهذا المخطط، فمقابلة القيادي عبده الجندي كانت واضحة، وفيها تحذير من أي مؤامرات تحاك ضد اليمن، وكذلك الحوار الصحفي للقيادي الشيخ حسين حازب مع موقع “المسيرة نت” والذي أكد فيه بأن أي تحرك في هذا التوقيت إنما يخدم العدو الأمريكي والصهيوني، ويدفع باليمن إلى المزيد من التشظي والانقسام، وهو ما تسعى إليه واشنطن.

 

ويبقى تحذير السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي هو الأساس، فالتعامل مع أدوات الغدر والخيانة لن يكون متسامحاً أو متساهلاً، وإنما سيكون حازماً وحاسماً، وهذا هو المنطق في التعامل مع هؤلاء، لأن أي تحرك في هذه اللحظة لن يكون من أجل مطالب حقوقية أو خدمية، وإنما هو لخدمة الأعداء الذين يسعون جاهدين لإيقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة، وإسكات الأصوات الحرة المنددة بالتوحش وجرائم الإبادة الصهيونية على قطاع غزة.

 

نحن أمام مرحلة مفصلية واستثنائية في تاريخ اليمن والمنطقة، فالمجرم نتنياهو يتحدث بكل وضوح عن رغبته في توسيع كيانه تحت ما يسمى “إسرائيل الكبرى”، وهو يمضي مكافحاً من أجل تحقيق هذا الهدف، غير أن العقبة الكبرى أمامه الآن هي في صمود الشعب الفلسطيني وصبره وثباته واستبساله في قطاع غزة، والذي يضرب أروع الأمثلة في الصمود والتضحية.

يجب أن يرتفع منسوب الوعي عالياً، فلا قبول للانجرار وراء مخططات الأعداء، ومن سلك هذا الطريق فعليه أن يتحمل العواقب.