تحالف العدوان.. أكثر من عقد حصار ونهب للثروات ومحاولة لتزييف وعي اليمنيين

البيضاء نت | تقرير 

 

يواصل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ولأكثر من عقدٍ من الزمن عدوانه وحصاره الشامل على اليمن، محاولًا بكل الوسائل كسر إرادة الشعب اليمني وإخضاعه، عبر الحرب العسكرية والاقتصادية والإعلامية، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل أمام وعيٍ ثوريٍّ متجذرٍ وصمودٍ أسطوريٍّ هو الأعظم في التاريخ.

الحرب الاقتصادية.. وجه آخر للعدوان

منذ اليوم الأول للعدوان، لم يكتفِ تحالف العدوان بصبّ حمم صواريخه على المدن والقرى الآمنة، بل شنّ حربًا اقتصادية ممنهجة استهدفت لقمة العيش وحق الشعب في الثروة والراتب.. ففي الوقت الذي تُنهب فيه ملايين البراميل من النفط اليمني من المحافظات المحتلة، يُحرم الموظفون من رواتبهم منذ سنوات بفعل القرار السياسي لتحالف العدوان، الذي يسعى من خلاله إلى إخضاع اليمنيين وإفقارهم.

وفي المقابل، تُحوَّل العائدات إلى حسابات في بنوك الرياض وأبوظبي، بينما يعيش الشعب أوضاعًا اقتصادية صعبة جراء الحصار ومنع الموارد.. ويؤكد المراقبون أن ما يمارسه التحالف هو جريمة حرب مكتملة الأركان، إذ يجمع بين العدوان العسكري والحصار الاقتصادي والتجويع الممنهج، بهدف تركيع شعبٍ رفض الوصاية وأصرّ على حريته.

نهبٌ للثروات وإفقارٌ متعمّد

تُظهر التقارير أن قوى العدوان ومرتزقتهم تنهب أكثر من مليارَي دولار سنويًا من النفط اليمني الخام، عبر تحميله على سفن تابعة للشركات السعودية والإماراتية تحت غطاء “الشرعية المزعومة”، دون أن تُصرف عائداته في خدمة اليمنيين أو تحسين معيشتهم.

وفي الوقت ذاته، تواصل تلك القوى نهب الغاز والمعادن والموانئ والجزر اليمنية، ضمن مخططٍ استعماري واضح يستهدف مصادرة القرار الوطني والتحكم بمقدرات البلاد.

الحصار الخانق.. محاولة فاشلة لتجويع اليمنيين

في ظل استمرار حصار تحالف العدوان على الموانئ والمطارات ومنع دخول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والدوائية، حاول المعتدون كسر إرادة الشعب اليمني، إلا أن اليمنيين، بعزيمتهم وصمودهم المستمر، استطاعوا تحويل الحصار إلى فرصة لتعزيز الاكتفاء الذاتي وتنمية قدراتهم الوطنية في الزراعة والصناعة والخدمات الأساسية، مؤكدين أن روح ثورة 21 سبتمبر ومشروعها القرآني في التحرر والاستقلال، لا يمكن أن تُقهر، وأن اليمن باقٍ حراً سيادياً رغم كل المؤامرات.

تزييف الوعي.. أداة العدوان الخفية

لم يكتفِ العدوان بالعدوان العسكري والاقتصادي، بل أطلق حربًا إعلامية نفسية شرسة تهدف إلى تزييف الوعي اليمني وتشويه الحقائق.. فأبواق العدوان تحاول تقديم الضحية على أنه الجلاد، وتُلقي باللوم على الدولة الوطنية في صنعاء، بينما هي من تحاصر وتنهب وتمنع الرواتب.

لكن هذا الخطاب التضليلي فشل تمامًا، فالشعب اليمني بات أكثر وعيًا وصلابة في مواجهة التضليل، وأدرك أن العدوان هو السبب الأول والأخير لمعاناته، وأن أدواته في الداخل ليست سوى مرتزقة تنفذ أجندات خارجية.

ثورة 21 سبتمبر.. وعيٌ وسيادةٌ وتحرر

لقد كانت ثورة 21 سبتمبر الحدث المفصلي الذي أعاد للشعب اليمني وعيه وهويته، وأسقط مشاريع الهيمنة الأجنبية التي كانت تتحكم بالقرار الوطني لعقود طويلة.. وبفضل هذه الثورة، استطاع اليمن أن يتحرر من الوصاية الأمريكية السعودية، وأن يؤسس لمشروعٍ وطني مستقلٍّ في قراره وثابتٍ في مواقفه تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

واليوم، بعد عقدٍ كامل من العدوان، تبرهن ثورة 21 سبتمبر أنها الدرع الواقي والسياسي والثقافي للشعب اليمني، وأنها من منحت اليمن القدرة على مواجهة العدوان بكل أشكاله العسكرية والاقتصادية والإعلامية.

اليمنيون.. لا يُخضعهم الحصار ولا يطفئ إرادتهم

رغم الألم والجراح والمعاناة اليومية، لم يرفع اليمنيون راية الاستسلام، بل ازدادوا إصرارًا على مواصلة مسيرة التحرر والاستقلال.. فمن أنقاض القصف والحصار وحرمان الرواتب، نهض الشعب اليمني ليبني اقتصاده الوطني، وليؤكد أن الحصار لن يكون إلا دافعًا للاعتماد على الله وعلى الذات.. وها هو العدوان، بعد أحد عشر عامًا من الفشل والجرائم، يقف عاجزًا أمام صلابة الإرادة اليمنية التي كسرت كبرياء قوى الاستكبار.

اليمن الصامد.. إرادة لا تُقهر

لقد فشل تحالف العدوان في كسر اليمن، وفشل في إخماد صوت الثورة، وفشل في تزييف الوعي.

فالشعب الذي واجه القنابل والحصار بصبرٍ وإيمانٍ لن يركع، ولن يفرّط في ثرواته ولا في سيادته، وسيظل وفيًّا لثورة 21 سبتمبر ومشروعها القرآني في التحرر والاستقلال، حتى يكتب الله النصر الكامل والتمكين.

المصدر: موقع 21 سبتمبر