اليمن المحصن بقبائله .. صمود يعجز العدو وتماسك يدفن مشاريع التفكيك والهيمنة

البيضاء نت | تقرير طارق الحمامي 

 

في وقت تتعرض فيه اليمن لهجمات مكثفة تستهدف كيانه وهويته وتماسكه الاجتماعي، تقف القبائل اليمنية اليوم في واحدة من أكثر لحظاتها التاريخية حسمًا وصلابة،  فالمشهد العام بات واضحًا، بأن هناك مشروع واضح لتفكيك النسيج الاجتماعي، وإعادة إنتاج صراعات داخلية، ودفع اليمن نحو مربعات الفوضى، وفي مواجهة ذلك، تبرز القبائل باعتبارها السد الأكبر الذي تتكسر عليه هذه المشاريع، وبما يعيد التأكيد على دورها الجذري في حماية اليمن عبر القرون.

القبيلة اليمنية .. خط الدفاع الأول في مواجهة مشاريع التفكيك

رغم تعدد أدوات الاستهداف، من إعلام إلى أموال سياسية إلى محاولات شراء الولاءات، أثبتت القبائل أن رهان العدو الصهيوأمريكي وأدواته ،السعودية والامارات، ومرتزقتهم في الداخل والخارج، على اختراق الصف اليمني رهان خاسر،  فحين يتعرض الوطن للخطر، تعود القبيلة إلى جذورها وإلى إرثها في حماية أرضها واستقلالها وتماسكها، فتتوحّد في موقف واحد يرفض الانجرار وراء أي محاولة لإثارة الفتنة أو خلق انقسام بين اليمنيين.

ويدرك أبناء القبائل جيدًا، أن ما يجري ليس استهدافاً عابرًا، من قبل العدو ،بل إنه مواجهة مصيرية وتصدي لمشروع العدو الذي يسعى لاستنزاف اليمن وضرب وحدته الداخلية عبر أدوات ومرتزقة ومشاريع إثارة الشقاق.

 

جاهزية قبلية غير مسبوقة واستشعار عميق لحساسية المرحلة

تشهد مناطق قبلية عديدة فعاليات تعبئة واسعة، ولقاءات متتابعة، واصطفافات متجددة تعلن فيها القبائل استعدادها الكامل لمواجهة أي تصعيد أو محاولة زعزعة للأمن. هذه الجهوزية لا تقتصر على الاستعداد الميداني، بل تشمل أيضًا تماسكًا معنويًا وثقافيًا يعبّر عنه الوعي الجمعي الذي تشكل خلال سنوات المواجهة والصمود.

ويشير مراقبون إلى أن القبيلة لم تعد تتحرك بدوافع لحظية، بل وفق رؤية واضحة تعتبر أن استهداف وحدة الصف الداخلي أخطر من أي استهداف عسكري خارجي، وأن بقاء اليمن متماسكًا من الداخل هو الشرط الأول لأي أمن أو استقرار.

 

السيد القائد .. القبائل اليمنية جيش متكامل وإرادة لا تنكسر

في خطابات متكررة، قدّم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي قراءة واضحة لمكانة القبائل اليمنية الأبية، واصفًا إياها بأنها جيشٌ متكامل في العدة والعتاد، ومؤكدًا أن حضورها الوطني شكل على الدوام عامل قوة يمنع سقوط البلاد في الفوضى أو الاستسلام لقوى العدوان.

وتتلاقى إشادات السيد القائد مع ما يلمسه الناس على الأرض، فالقبيلة اليوم ليست طارئة على المشهد الدفاعي أو الأمني، بل هي شريك أصيل في الحفاظ على الاستقرار، وركن ثابت في معادلة صمود اليمن أمام التحديات.

وتشير خطابات السيد القائد إلى أن القبائل أدركت حجم الاستهداف الذي يواجهه اليمن، ولهذا تصدّت لمساعي تمزيق الداخل بكل ثبات، وأسهمت في حماية الأمن الاجتماعي ومنع امتداد الفتن التي حاولت قوى العدوان إشعالها.

 

 دعوة القبائل لأبنائها .. نداء وطني حاسم

أمام التصعيد المتزايد من العدو ومؤامراته المستمرة، اتخذت القبائل اليمنية موقفًا واضحًا ومباشرًا تجاه أبنائها المنتسبين لصفوف العدو، فقد وجهت كافة القبائل اليمنية، دعوة وطنية صريحة لأبنائها الذين يقفون في صف قوى العدوان، تدعوهم فيها إلى العودة إلى جادة الصواب، وإدراك حقيقة ما يجري، والتوقف عن الانخراط في مشاريع تستهدف بلدهم وأهلهم.

 

تعاظم الدور القبلي في مواجهة الحرب الناعمة ومحاولات اختراق الوعي

تدرك القبائل اليمنية أن المواجهة مع العدو لا تقتصر على ساحات الاشتباك والمواجهة العسكرية بل تمتد إلى مستوى أعمق وأخطر، مستوى الوعي، فخلال السنوات الماضية، اعتمدت قوى العدوان على استراتيجية الحرب الناعمة، لمحاولة إضعاف المجتمع اليمني من الداخل، من خلال بث الشائعات، واختراق المنابر الإعلامية، وبناء شبكات تأثير تستهدف ضرب الثقة بين أبناء المجتمع الواحد.

غير أن القبائل اليمنية، بما تمتلكه من رسوخ اجتماعي واعي، وقفت أمام هذه المحاولات بحزم شديد، فقد تحركت في إطار ما يمكن وصفه بـالمناعة الاجتماعية، فواجهت الدعايات المغرضة، واحتوت الكثير من بؤر الشائعات، بل واتخذت خطوات متقدمة لرفع مستوى الوعي المجتمعي، سواء عبر اللقاءات الموسعة، أو الخطاب المباشر لأبنائها، أو البرامج الثقافية والدينية التي تؤكد على ثوابت الانتماء الوطني.

يرى محللون أن هذه المواجهة الفكرية والإعلامية ربما كانت أكثر حساسية من المواجهة العسكرية نفسها، لكونها تتعلق بروح المجتمع وهويته، وهو ما جعل القبائل تعطيها أولوية لا تقل أهمية عن أولوية الدفاع المسلح.

 

بين الثبات والاصطفاف .. القبيلة كضمانة لوحدة القرار

واحدة من أبرز نقاط القوة في الموقف القبلي تتمثّل في تماسك قرارها الجماعي، فبالرغم من اختلاف مناطقها وثقلها الديموغرافي وتنوع تحالفاتها العريقة، تقف اليوم بموقف واحد حاسم يعتبر أن وحدة الصف هي السلاح الأقوى في مواجهة كل ما يُحاك ضد اليمن، وقد أكدت القبائل اليمنية في بياناتها القبلية ووقفاتها المسلحة المهيبة أنها لن تسمح للعدو أن يمرر مؤامراته مهما كان شكلها وأنها مستعدة لمواجهة أي تصعيد بقوة وحزم ستجعل العدو يندم أشد الندم على أي حماقة قد يقدم عليها ، من شأنها المساس بأمن الوطن واستقراره وسلامة أراضيه، ولن تسمح بأن يُستغل أبناؤها في مشاريع تتعارض مع مصالح الوطن العليا، هذا التماسك، بحسب مراقبين، هو ما يفسّر فشل محاولات جرّ القبائل إلى صراعات داخلية أو التفريق بين مناطقها.

كما أن وحدة موقف القبائل اليمنية منسجمة بشكل واضح مع الموقف التاريخي لليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، وهو ما يخلق حالة من التكامل بين البعد الاجتماعي والبعد السياسي، ويجعل أي محاولة لإرباك الداخل أكثر صعوبة وتعقيدًا.

 

 القبيلة اليمنية .. حجر الزاوية في معركة الصمود

في ضوء هذا المسار المتداخل من المواقف والتحديات، يتضح أن القبيلة اليمنية أصبحت اليوم حجر الزاوية في حماية اليمن من مشاريع العدو الرامية إلى تفتيت الوطن وإضعافه، فمن خلال جاهزيتها، ووعيها، وموقفها الموحد، والتفافها الصادق خلف قائد المسيرة المباركة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، ودعواتها الحاسمة لأبنائها، يتشكل مشهد داخلي أكثر قوة مما كان عليه في السنوات الماضية.

لقد أدركت القبائل اليمنية أن التحدي اليوم ليس مجرد معركة عسكرية، بل معركة وجودية تستهدف هوية اليمن ووحدته، ولهذا جاء موقفها صلبًا، وبنبرة حاسمة، وبلغة لا تقبل التأويل، تؤكد فيها أن اليمن لن يكون ساحة مباحة لأي عدو محتل، وأن وحدة الصف الداخلي ليست مجرد خيار، بل مصير وتاريخ ومستقبل.