غزة تموت جوعاً.. شعب محاصر بين ركام الحرب وشبح المجاعة

البيضاء نت | تقارير  

 

غزة، القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عاماً، باتت اليوم على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه أكثر من مليوني إنسان خطر الموت جوعاً، في ظل عدوان إسرائيلي متواصل وحصار خانق يمنع دخول الغذاء والماء والدواء.

منذ بداية الحرب الأخيرة، تفاقمت الأوضاع بشكل كارثي. آلاف العائلات في شمال ووسط القطاع تعيش على وجبة واحدة في اليوم، إن توفرت، بينما ينتشر الأطفال النحيلون في الشوارع بحثاً عن بقايا طعام وسط الأنقاض. الأمهات تحضن أبناءهن الجائعين بقلوب مرتجفة، فيما يجف الحليب في صدور المرضعات العاجزات عن إطعام صغارهن.

الواقع في المستشفيات والملاجئ

المستشفيات المدمرة والملاجئ المكتظة لم تعد أماكن آمنة، بل تحولت إلى بؤر للمرض وسوء التغذية. تقارير طبية تحدثت عن ارتفاع مقلق في حالات الهزال الحاد بين الأطفال، وانتشار أمراض مرتبطة بالجوع وسوء التغذية مثل فقر الدم ونقص الفيتامينات، وسط غياب شبه تام لأي دعم طبي أو غذائي.

منظمات الإغاثة تطلق صرخات استغاثة

وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية أطلقت تحذيرات متتالية من “خطر مجاعة وشيكة” في غزة، لكن نداءاتها تُقابل بتجاهل دولي وصمت مدوٍ من الأطراف المؤثرة. برنامج الغذاء العالمي أكد أن “الوضع في غزة هو من بين الأسوأ في العالم”، مشيراً إلى أن السكان يعيشون على “ما لا يكفي للبقاء على قيد الحياة”.

الحصار.. سلاح التجويع الجماعي

العدو الصهيوني يستخدم الحصار كسلاح لإخضاع السكان، حيث يمنع دخول المساعدات ويقصف الشاحنات القليلة التي تحاول العبور عبر المعابر. كما يُمنع漑 إدخال الوقود اللازم لتشغيل المخابز ومحطات المياه، ما يجعل تأمين أبسط متطلبات الحياة ضرباً من المستحيل.

أصوات من الداخل.. “نموت ببطء”

مريم، أم لخمسة أطفال من بيت لاهيا، تقول باكية: “نموت ببطء… لم نأكل شيئاً منذ يومين سوى الخبز اليابس، ولا أدري كيف سأُرضع طفلي الصغير”. فيما يقول أحد الأطباء في مستشفى الشفاء: “لا دواء، لا طعام، لا أمل… نشاهد الناس يذبلون أمام أعيننا”.

ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة مستمرة بحق شعب أعزل يُعاقب جماعياً بالجوع. غزة تموت جوعاً أمام أنظار العالم، وسط غياب الضمير وصمت المجتمع الدولي. هي مجاعة مصنوعة، تُنفذ بقوة السلاح، وتُبرر بالصمت الدولي.