“خونة الداخل في اليمن: من سرقة الثروات الوطنية إلى تنفيذ المخططات الصهيونية”

البيضاء نت | تقرير 

بعد فشل العدو الأمريكي-الإسرائيلي في وقف الدعم اليمني لقضية غزة، لجأ إلى أساليب خبيثة تستهدف زعزعة الوحدة الوطنية وبث الفتن داخل اليمن. في قلب هذا المخطط الخطير يقف “العفافيش” — وهم مجموعة مرتبطة بالخائن الراحل علي عبد الله صالح، الذي حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود بحكم ديكتاتوري قائم على القمع والاستبداد.

هؤلاء الذين نهبوا ثروات اليمن لشهور وسنوات، يستخدمون اليوم الأموال المنهوبة من الشعب اليمني في إثارة الفوضى والصراعات الداخلية، كلها خدمة لأجندات العدو الصهيوني.


ولكي لا ينخدع المواطن اليمني بالعناوين المزيفة التي تروجها هذه الأدوات، سنكشف الحقائق التالية:

 حجم ونهب ثروات اليمن:

 

وفقاً لتقارير لجنة العقوبات الدولية التابعة للأمم المتحدة، بلغ حجم الثروة التي راكمها علي صالح وعائلته نحو 60 مليار دولار من خلال أنشطة غير قانونية متعددة. هذه الأموال لم تُجمع عبر تجارة شرعية، بل كانت نتيجة سيطرة مطلقة على مفاصل الاقتصاد اليمني، حيث كانت عائدات عقود النفط والغاز الحكومية تُوجه بشكل سري إلى جيوب صالح وأقاربه.

التقارير تشير إلى أن نظام صالح كان يجنّب ما يقارب ملياري دولار سنوياً عبر فساد وابتزاز واختلاس أموال من برامج الدعم والمشاريع الحكومية، قبل تهريبها إلى حسابات بنكية في الخليج وأوروبا وأمريكا اللاتينية.

 فساد منهجي وتهديد السيادة:

 

النهب الذي مارسه “عفاش” لم يكن مجرد فساد مالي بل كان جزءاً من مخطط استراتيجي لإضعاف اليمن وإبقائها تحت السيطرة الأجنبية. على مدار 33 عاماً من حكمه، ظل اليمن يعيش في أزمات اقتصادية خانقة، دون أي تنمية حقيقية، وسط غياب خدمات أساسية في العاصمة والمحافظات.

القيادات التي شكلت “العفافيش” لم تستثمر في مشاريع وطنية تخدم الشعب، بل حولت أموالها إلى الخارج لبناء ثروات شخصية، تاركة البلد في حالة من الفقر والتبعية.

 نهب الموارد الوطنية وفرص التنمية المهدرة:

 

خلال فترة حكم صالح، لم تكن اليمن تعاني من الحرب أو حصار، وكانت تملك موارد نفطية ضخمة تقدر بـ500 مليار دولار خلال ثلاثة عقود. لو أُديرت هذه الموارد بحكمة، لكانت كافية لإحداث نهضة تنموية شاملة، لكن بدلاً من ذلك، أضاع النظام هذه الفرص تحت مبررات فساد وسياسات تخدم أجندات خارجية.

حتى المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، مثل بني مطر وسنحان، لا تزال تعاني من نقص الطرق والمشاريع التنموية الأساسية، في حين تفتقر العاصمة نفسها لشبكات صرف صحي ومياه في العديد من أحيائها.

 دعم المشاريع الخارجية وتغذية الفوضى:

 

النهب المنهجي لثروات اليمن استخدم لتمويل خلايا تابعة لقوى العدوان، والتي تعمل على تقويض المشروع الوطني اليمني وبث الفوضى داخلياً، بما يخدم المخطط الصهيوني الذي يسعى لإضعاف الموقف اليمني المؤيد للقضية الفلسطينية، خصوصاً في مواجهة “طوفان الأقصى” الذي تقوده فصائل المقاومة الفلسطينية.

يُستخدم المال المنهوب اليوم كأداة لزعزعة الاستقرار وتأجيج الصراعات الداخلية، وإلهاء الشعب اليمني عن وقوفه مع أشقائه في غزة.

ولاء تاريخي وخدمة مستمرة للأعداء:

 

الفساد ونهب الثروات لم يتوقف مع رحيل صالح، بل استمرت أدواته “العفافيش” في خدمة مخططات الاحتلال الأمريكي والصهيوني، عبر تنفيذ عمليات تفتيت الداخل اليمني وتحويل البلاد إلى ساحة معارك داخلية.

هذه القيادات لم ترفع صوتها ضد العدوان الأمريكي السعودي ولم تطالب بإعادة حقوق الموظفين، بل كانت مشاركتها في دعم مشاريع العدوان واضحة من البداية. بالتالي، فإن شعاراتها اليوم حول الجوع والمرتبات ليست إلا غطاءً لخدمة أجندات أعداء اليمن.


تُظهر الوقائع والتقارير أن “العفافيش” هم أدوات خيانة داخلية استغلها العدو الصهيوني والأمريكي لنهب ثروات اليمن، زعزعة أمنه، وتحويله إلى بلد تابع لا يملك قراره السيادي، وهو ما يجبر الشعب على تحمل معاناة الحصار والعدوان المستمر.