سِلاح المقاومة سُلم عَز الأمة المُحمدية
البيضاء نت | مقالات
بقلم / كوثر العزي
عِز الأمة مرهون بالسلاح ، ذلك السلاح الذي تسعى أمريكا وإسرائيل لتجميده عن مُحاربتها ،تزيحه من أوارق الخُطط التي قد رسمتها في أوراق التقسيم لشبه الجزيرة العربية كيف لا وذلك السلاح يُشكل خطرًا عليها لتتحرك آنذاك بِكل تسلط وعنجهية والجميع مُسلمِين راضخين متولين لها ليصبحوا هم أعزاء والعرب أذلاء. أليس هذا تحدي علني لله سبحانه وتعالى من خلال العرب!؟
هي تسعى لسحب السلاح من دائرة الحروب المقامة حاليا بينها وبين فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله في لبنان وجبهة الإسناد اليمنية ،فالسياسة الأمريكية التي رسمت هذه المرة وحُبكت بكيد صهيوني ونزوة أمريكية عن طريق العرب “الشعوب ،والحُكام” وجعلهم ورقة ضغط على المقاومة بشكل عام بتسليم عُدتهم وعتاداتهم العسكرية وبالأخص حزب الله في لُبنان ، كما أنها تزعم بأن ذلك السلاح يشكل خطرًا على الأمة قاطبة ويهدد الأمن والاستقرار الداخلي للأمة العربية ،وكأن الأمة الآن تعيش واقع مزدهر ومنمق بعيدا عن سياسة الجهاد التي غرسها الغرب بعمق الأمة العربية بأن لا شأن له بالجهاد بحجة تجنب الحروب والعيش في سلام كما يزعمون ، لتوضع المصطلحات كما وضعت النقاط على الحروف من قبل العدو الأمريكي !؟ من المؤسف حقًا والمعيب والمُخزي بحق هذه الأمة التي وجب أن تكون هي التي تحمل سلاحها وتقف بوجه عدوها وتجاهده بِكل قوة وتمكين تحت راية “وأن تنصروا الله فلا غالب لكم” ،تلبي نداء المستغيث وتقيم الحد على الظالم، ،هي من أيدت ودعمت تلك الفكرة ،فكرة سلب السلاح والعيش في خضوع تام تحت أقدام من ضُربت عليهم الذُلة والمسكنة ،تحت أقدام اليهود والنصارى .
موضوع نزع السلاح من المقاومة البنانية ليس سوى لُعبة قذرة من قبل العدو لتجريد حزب الله من امتلاك السلاح الذي جرع الكيان الغاصب الويل وأذاقهم شدة البأس وجعلهم أذلاء صاغرون يحلمون باستعمار الشمال والسيطرة عليها من جديد لكن الحزب فرض عليهم قاعدة الجمود وعدم التحرك ميِلا واحد صوب الحدود اللبنانية ،كما أن ذلك السلاح يعتبر جبهة إسناد فُتحت للدفاع عن القضية الأم وعن لبنان بحد ذاتها لعدم وقوعها من جديد في الهيمنة الإسرائيلية ،كما أن حزب الله يعتبر عقبة كبيرة أمام العدو الإسرائيلي لدوره الفَعال في تحرير لبنان من الوصاية اليهودية ،ومساندة فصائل المقاومة الفلسطينية ،لا أحد ينسى نصر حِزب الله في آيار انتصار المقاومة على إسرائيل ،ذلك الحدث الذي هز إسرائيل وجعلها عِبرة لنفسها أمام العالم بأنها ليست دولة معترفة بها إنما هي آلة استعمار سيتم إتلافها بسلاح المقاومة ،بينما الحِزب اعتلى مكانة آنذاك وعرف قدره بأنه قوة لا يستهان بها رغم شحة الأسلحة وقلة المُجاهدين إلا أن النصر كان حليفهم في تلك المعركة كما تكلم الشهيد القائد قائلا فيهم أنهم سادة المجاهدين ،إذاً ليس من صالح الدولة اللبنانية أن تسلم سلاح حزب الله أو تضغط عليه أو تفرض عقوبات لصالحها وصالح الشعب حتى لا يصبح اليوم مثيل سوريا أو الضفة الغربية والعرب يشاهدون المجازر بصمت ،من يجب أن يسلم ذلك السلاح هي إسرائيل من انهكت الشعب الفلسطيني وجوعته من استفردت به قتل وتهجير وحصار ،حِزب الله يعتبر شريحة قوية ولديه الرصيد العالي من القدرة على المواجهة والصمود رغم الضربات التي تلقاها في بداية الألفينيات حتى معركة طوفان الأقصى ضربات كبيرة تنهك أهمها اغتيال القيادات الكبيرة بحزب الله وأولهم سيد المقاومة الشهيد السيد “حسن نصر الله” إلا أنه ليومنا هذا متوعد بالعودة للجبهة وغير مساوم بتسليم السلاح.
حِزب الله أول حركة جهادية أعادت للأمة مفهوم الجهاد وضرورية التحرك في المواجهة في وقت كانت الأمة تنخرط للتطبيع من تحت الطاولات.
أمة مغيبة عن الآيات القرآنية التي تفرض علينا الجهاد في القرآن الكريم فالله سبحانه خاطبنا بِقوله “انفروا” وترينا حقيقة من نتولاهم بأنها قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة أذلاء في المواجهة ضعفاء جدا أوهن من بيت العنكبوت ، مُعادلة حتمية وضعها العدو أما بسلاحنا وجهادنا أقوياء أو بتسليمنا مستصغرون خائبون عبيدا له ،واقع مرير ،ما أن يفقد الشرفاء السلاح ستفقد الأمة شموخها كرامتها ستصبح تحت الأقدام مُنذلة منصاعة كما نرى الواقع الآن في مصر الأردن والخليج وبقية الشعوب العربية ،الواقع يتكلم والشواهد تشهد والانحياز عن القضية الفلسطينية خير شاهد ،لا أحد يستطيع أن يُنكر بأن من تحرك مع غزة ولبى النداء هو سلاح ورجال المقاومة فقط هم من تحركوا باسم العروبة والإنسانية ،تحركوا منذ الوهلة الأولى لانتفاضة فصائل المقاومة ومحاربة الخطط التي باتت قيد التنفيذ من قِبل الموساد الإسرائيلي ،لم نرى جيوش الأمة العربية الهائلة ولم نرى المعدات العسكرية الثقيلة والخفيفة ،ما رأيناه هي تلك الأسلحة الضئيلة أمام الأسلحة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية المتمكنة ،فليس من حق أمريكا أن تسحب سلاح أحد وهي تحمل راية من أراد السلام فليحمل السلاح.