مع غزة.. يمن الإيمان في جهاد وثبات واستنفار
البيضاء نت | مقالات
بقلم / عادل حويس
في قلب المأساة المستمرة حيث الدم الفلسطيني يراق في وضح النهار وحيث تقصف البيوت على رؤوس ساكنيها تقف غزة بشموخها المعهود وتجدد للعالم دروس الصبر والمقاومة. وفي الجهة الأخرى من الخريطة حيث اليمن الجريح ينهض شعب لا يعرف الحياد في معارك الكرامة ويجدد انتماءه الأبدي لفلسطين في استنفارٍ روحي وشعبي يعانق جراح غزة ويشد على يدها في زمن خذلان عربي رسمي.
غزة… جبهة الأمة وسرة الوجدان
في كل بيت يمني اليوم تروى حكايات غزة لا بوصفها “خبرا عاجلا” يمر عبر الشاشات بل كجزء لا يتجزأ من العقيدة من التاريخ.. من الهوية. فغزة التي تقاتل وحدها وتحاصر وحدها وتدفن شهداءها وحدها لا تنسى في اليمن لا في جمعة ولا في دعاء لا في شعار ولا في موقف.
ورغم الفقر ورغم الحرب التي عصفت باليمن داخليًا لم يخب صوت التضامن ولم تطفأ شعلة الانتماء. بل إن المسيرات الجماهيرية التي تشهدها المدن اليمنية دعما لفلسطين لهي رسالة أخلاقية وسياسية تتجاوز كل الجغرافيا:
“لن تخذل غزة.. ما دام في اليمن قلب ينبض.”
حين تتكلم صنعاء… تسمعها القدس
ليس من الغريب أن تهتف الحناجر اليمنية لفلسطين في كل منعطف. فذاكرة اليمنيين مع القضية الفلسطينية ليست موسمية بل ضاربة في جذور الوعي. فالمدرسة تعلم الطفل أن الأقصى مسرى النبي والمنبر يعلم الشاب أن فلسطين أمانة.. والسوق يذكر الناس بأن البضاعة الداعمة للعدو لا مكان لها في الأيادي المؤمنة.
إنه جهاد من نوع آخر لا صواريخ تطلق ولا طائرات تحلق لكن ما يحركه اليمن هو جهاد الكلمة وجهاد الموقف وجهاد الانحياز للحق في زمن الكذب الرسمي.
اليمن لا يخذل القضايا العادلة
وفي زمن تنكرت فيه كثير من العواصم لقضية فلسطين وهرولت فيه الأنظمة نحو التطبيع بقي اليمن ثابتا على العهد يرسل صوته عاليا: “من لا يقف مع غزة، لا يفهم معنى العروبة ولا يفقه حقيقة الإسلام.”
ورغم أن اليمن نفسه يعاني من ويلات حرب وعدوان منذ سنوات إلا أن هذا لم يمنعه من أن يكون حاضرا – وبقوة – في جبهة الوعي والنصرة. بل إن تلك المعاناة عمقت لدى الشعب اليمني الإحساس بما يعيشه إخوتهم في غزة من ألم ومعاناة.. فتوحدت الجراح.. وتماهت القلوب.. وتعانقت الأرواح.
خاتمة: من صنعاء إلى غزة… الدم واحد والنبض واحد
ليس غريبا أن يكون اليمن اليوم من أكثر الدول العربية تفاعلا وتضامنا مع غزة. فالمعادلة هنا ليست سياسية بحتة بل وجدانية.. إيمانية.. أخلاقية. غزة تمثل الكرامة واليمن لا يساوم على الكرامة. غزة عنوان المقاومة واليمن لا يطبع مع الباطل.
ومع غزة يقف يمن الإيمان لا على هامش الحدث بل في قلبه ،في ضميره، في شعوبه، في كلماته، في تاريخه.
نعم… مع غزة: يمن في جهاد وثبات واستنفار.