عدن المحتلة تغلي: احتجاجات شعبية ضد الجوع وانهيار الخدمات

البيضاء نت | محلي 

 

تشهد مدينة عدن المحتلة منذ أيام احتجاجات شعبية غير مسبوقة، في ظل تصاعد الغضب جراء تدهور الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات الأساسية، في مشهد يعكس حجم الفشل السياسي والإداري الذي تعانيه المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان السعودي الإماراتي وحكومة ما يُعرف بـ”الخونة”.

خرج المئات من سكان عدن إلى الشوارع في أحياء المعلا وكريتر والمنصورة، مطالبين بتحسين الخدمات وتوفير الكهرباء والمياه، بعد أن وصلت ساعات الانقطاع إلى أكثر من 20 ساعة يومياً. وفي الوقت نفسه، شهدت محطات الوقود طوابير طويلة وسط ارتفاع الأسعار ونفاد المشتقات النفطية.

وقال مواطنون إن الحياة في المدينة أصبحت لا تطاق، مع استمرار انقطاع المياه وارتفاع أسعار السلع الأساسية والأدوية، دون أي تدخل فعّال من السلطات المحلية.

ويرى مراقبون أن الاحتجاجات الحالية تمثل انفجار الغضب الشعبي المكبوت جراء سياسات التجويع والتهميش التي يمارسها تحالف العدوان والاحتلال عبر أدواته المحلية، لافتين إلى أن هذا التحالف يتبع سياسة “الإفقار المتعمّد” لإبقاء المواطنين في حالة عجز ومعاناة، بما يضمن استمرار السيطرة على الموانئ والثروات النفطية والغازية، في حين تتكدس عائدات هذه الموارد في حسابات قيادات العملاء خارج البلاد.

ولم تقتصر معاناة عدن على الجانب المعيشي، بل امتدت لتشمل انفلاتاً أمنياً واسعاً، مع انتشار العصابات وعمليات الاغتيال والنهب، ما جعل من المدينة بيئة طاردة للحياة والاستقرار. ويؤكد السكان أن الفوضى الأمنية تُستخدم كوسيلة لإرهاب المواطنين وإجهاض أي حراك شعبي منظم، في حين تستمر الصراعات بين الميليشيات المسلحة الموالية للعدوان على النفوذ والمناصب.

ويقول خبراء في الشأن اليمني إن ما يحدث في عدن يعكس فشل حكومة الخونة في إدارة المحافظات المحتلة، إذ عجزت عن تقديم أي نموذج ناجح للحكم أو التنمية، رغم الموارد الهائلة المتاحة. ويضيفون أن تحالف الاحتلال يواصل سياسة الإهمال الممنهج، ما يضمن استمرار التبعية السياسية والاقتصادية لقوى العدوان، وينذر بمرحلة جديدة من الغليان الشعبي قد تمتد من عدن إلى محافظات أخرى، في ظل غياب أي حلول حقيقية أو إرادة سياسية لمعالجة أسباب الأزمة.