اليمن: معادلة جديدة في الصراع… تخطيط محكم وضربات تزلزل العدو

البيضاء نت | تقارير

في زمنٍ طغت فيه بيانات الإدانة الجوفاء، واكتفى فيه كثيرون بالبكاء الكاذب أو الصمت المخزي، خرج اليمن، المنهك بالحرب والحصار والمؤامرات، ليصوغ موقفًا تاريخيًا يعلو فوق كل الحسابات: “نقاتل مع فلسطين، لا من أجل التصفيق، بل من أجل النصر.”

حين سكتت الجيوش، تحدثت صواريخ اليمن. لم يبعث برسائل قلق، ولم يركن إلى التفاوض، بل اختار المواجهة الفعلية، فأطلق طائراته المسيّرة وصواريخه الباليستية، التي عبرت البحار لتضرب عمق الكيان المحتل، معلنًا أن أمةً تنتمي إلى فلسطين لا تموت، بل تنهض من بين الأنقاض.

رغم الحصار الشامل والحرب المستمرة والفقر والدمار، أعلن اليمن بوضوح: “ما دامت غزة تُقصف، فنحن في حالة حرب.” لم ينتظر قرارًا عربيًا، ولم يخش تهديدًا غربيًا. مارس حقه الطبيعي في الدفاع عن قضيته المركزية، وضرب العدو حيث يتألم. المعادلة الجديدة أصبحت: صاروخ يمني مقابل دمعة من غزة.

في وقت تتردد فيه أنظمة تمتلك جيوشًا جرارة عن منع شحنات سلاح للعدو، قرر اليمن أن يكون في ميدان المواجهة لا في قاعات المؤتمرات، أن يقاوم لا يراوغ. لقد غيّر قواعد الاشتباك وأثبت أن الإرادة تتفوق على الإمكانيات، وأن الكرامة لا تُشترى.

قالها اليمن دون مواربة: “ضرباتنا لن تتوقف ما دام العدوان على غزة قائمًا، لا حياد مع من يقتل الأطفال، ولا هدنة في معركة الشرف.” في زمن الانهيار، بقي اليمن عنوانًا للصمود، وستذكره غزة كما يذكر الجريح من ضمّد جرحه لا من صفق لقاتله.


اليمن خطر استراتيجي متصاعد

مع تصاعد العمليات اليمنية التي تستهدف السفن والمواقع الحيوية للعدو، بات اليمن تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا. رغم الغارات المتكررة التي تجاوزت 2800 غارة، عجزت القوى المعادية عن إضعاف القدرات العسكرية اليمنية أو إخمادها.

العدو الصهيوني يعاني من صعوبة في اختراق اليمن استخباريًا، كما فشل في الوصول إلى المواقع الحساسة، فيما تزداد تكلفة أي هجوم مع تنامي قدرة الدفاعات اليمنية، والتي ظهرت بشكل واضح في الرد على العدوان الإسرائيلي على الحديدة.


التكنولوجيا اليمنية تتفوق على الدفاعات الإسرائيلية

لم تتوقف الإنجازات عند حدود البحر الأحمر، بل وصلت إلى اختراق العمق الإسرائيلي نفسه. فالصواريخ والمسيرات اليمنية اخترقت منظومات دفاعية متطورة كـ”ثاد” و”حيتس”، وحققت أهدافها بدقة رغم المسافات البعيدة.

للمرة الأولى، صواريخ يمنية تضرب أهدافًا متحركة في البحر، وطائرات مسيّرة تصل إلى يافا، ما يعكس تطورًا تكنولوجيًا لافتًا في بيئة شحيحة الموارد، لكنه غنيّة بالإرادة والعقول.

نتنياهو نفسه وصف سيطرة اليمنيين على باب المندب بأنها تهديد أخطر من النووي الإيراني، اعترافًا ضمنيًا بالأثر الجوهري لهذا التحول في ميزان القوى.


واشنطن وأوروبا في مأزق ميداني

كشف تقرير من المعهد البحري الأمريكي أن السفينة القتالية “آركتيك” تعرضت لضغوط هائلة في البحر الأحمر، وسط عمليات يمنية مستمرة أربكت الأمريكيين وأرهقت معداتهم. السفينة غادرت إلى أمريكا لإجراء صيانة تستمر نصف عام، في دلالة على حجم الخسائر التي تكبدتها.

في السياق ذاته، أعلنت صحيفة “بيزنس إنسايدر” أن مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر فشلت فعليًا، مع وجود سفينة حربية واحدة فقط تغطي مساحة هائلة، مقابل عمليات يمنية دقيقة ومنظمة. قوات صنعاء تمكنت من إغراق سفينتين في أسبوع واحد، بينما توقفت أمريكا عن الهجمات بموجب تفاهم غير معلن مع صنعاء.


تحقيق الأهداف الاستراتيجية

أكدت وسائل إعلام عبرية أن القوات اليمنية نجحت فعليًا في تعطيل ميناء “إيلات”، المنفذ البحري الجنوبي للكيان، ما ألحق خسائر اقتصادية فادحة بقطاع النقل الإسرائيلي.

صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية وصفت المأزق الصهيوني بأنه “عجز شامل عن تفكيك التهديد اليمني أو ردعه”، مؤكدة أن اليمن يواصل شل الحياة اليومية داخل الكيان، من مسافة تفوق 2000 كيلومتر.


 اليمن يعيد صياغة معادلات القوة

ما ينجزه اليمن اليوم يتجاوز حدود التضامن، إنه يُعيد رسم معادلات الردع في المنطقة، ويعيد تعريف القوة، لا بما تملكه من أسلحة، بل بما تتحلى به من شجاعة وصدق.

لقد سطّر اليمن اسمه في صفحات الشرف، لا كشاهد على المجازر، بل كمقاتل في قلب المعركة، مدفوعًا بالإيمان، ومدعومًا بوعي شعبي لا يقبل الحياد حين تُسفك دماء الأبرياء في فلسطين.