غزّة تحت خطر الفناء: آلة التجويع الإسرائيلية تواصل حصد الأرواح

البيضاء نت | تقارير

 

 

على امتداد القطاع المحاصر، تختنق الحياة شيئًا فشيئًا. فمنذ ما يقارب العشرة أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، لم يعد الجوع مجرد حالة إنسانية طارئة، بل تحوّل إلى سياسة ممنهجة تستخدمها إسرائيل كأداة حرب لإخضاع ما تبقى من السكان في القطاع المحاصر.

تتحدث الأرقام بلغة مرعبة؛ إذ تفيد تقارير منظمات أممية أن أكثر من 90% من سكان غزة يعيشون اليوم في حالة انعدام أمن غذائي حاد، بينما يُحذّر برنامج الأغذية العالمي من أن المجاعة باتت تطرق أبواب الشمال والوسط والجنوب على حد سواء.

أطفال يذبلون جوعًا

في مستشفيات غزة التي لم تعد تشبه سوى غرف إسعاف ميدانية، يرقد عشرات الأطفال بأجساد هزيلة وعيون غائرة. تقول الدكتورة سمر النجار، طبيبة أطفال في مجمع الشفاء الطبي:

“نستقبل يوميًا أطفالًا يعانون من سوء تغذية حاد. لا يتوفر لدينا الحليب أو المكملات الغذائية. بعض الرضع لم يتلقوا أي وجبة حليب منذ أيام”.

وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم جوعًا أو بسبب أمراض ناتجة عن سوء التغذية تجاوز 40 طفلًا، في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية.

حصار خانق ومعابر مغلقة

رغم المطالبات الدولية بفتح المعابر، تواصل إسرائيل فرض قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية. إذ تُمنع المواد الغذائية والأدوية من الوصول إلى المناطق المنكوبة، وخاصة شمال غزة.

وصرّح المتحدث باسم وكالة “الأونروا” في غزة، عدنان أبو حسنة:

“نواجه صعوبات كارثية في إدخال المساعدات. الوضع تجاوز مرحلة الكارثة، ونحن نقترب من مجاعة شاملة في القطاع”.

المجاعة كسلاح حرب

خبراء قانونيون ومنظمات حقوقية اتهموا إسرائيل بـ”استخدام التجويع كسلاح حرب”، وهو ما يُعد جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني. وقد وثّقت عدة تقارير حقوقية، أبرزها من منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن الاحتلال يتعمد استهداف مزارع ومخازن الأغذية والبنى التحتية الزراعية، إضافة إلى عرقلة تدفق المساعدات بشكل ممنهج.

مستقبل غامض وسط الصمت الدولي

وسط هذا المشهد القاتم، يزداد الغضب الشعبي من تقاعس المجتمع الدولي، وخصوصًا المؤسسات الأممية، عن التحرك الجاد لإنقاذ ما تبقى من سكان غزة.

يختم الناشط الإغاثي محمد دلول من داخل مدينة دير البلح بقوله:

“نحن لا نطالب برفاهية، فقط نريد أن نعيش… أن نُطعم أبناءنا خبزًا قبل أن يموتوا”.