“المجاعة في غزة.. جريمة إبادة صهيونية ممنهجة تحصد 317 شهيدًا بينهم 121 طفلًا وسط صمت دولي مخزٍ”
حصيلة متصاعدة للموت جوعًا
البيضاء نت | تقرير
تواصل جريمة التجويع الصهيونية في قطاع غزة حصد مزيد من الأرواح. فقد أعلنت وزارة الصحة، اليوم الخميس، تسجيل أربع وفيات جديدة جراء المجاعة وسوء التغذية، بينها طفلان، لترتفع الحصيلة إلى 317 شهيدًا منذ بدء الحرب، بينهم 121 طفلًا.
ويأتي ذلك في ظل ظروف إنسانية قاسية مع انعدام الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، ووسط حصار خانق يفرضه الاحتلال بدعم أمريكي وغربي مباشر.
إعلان بلا أثر.. والمجاعة تتفشى
ورغم إعلان شبكة “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)” رسميًا تفشي المجاعة في غزة يوم 22 أغسطس الجاري، إلا أن الوضع لم يشهد أي تحسن. فمنذ ذلك التاريخ سُجّلت 39 حالة وفاة جديدة، بينها 6 أطفال.
مدير عام صحة غزة، الدكتور منير البرش، أكد أن الإعلان لم يغير شيئًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال يواصل منع دخول الغذاء والدواء والمكملات الغذائية، ما ينذر بوقوع وفيات جماعية، خصوصًا في صفوف الأطفال والفئات الأكثر هشاشة.
إبادة طبية متعمدة
الوضع لا يقتصر على الجوع فقط، بل يمتد إلى انهيار المنظومة الصحية. مدير جمعية الإغاثة الطبية، الدكتور بسام زقوت، وصف ما يحدث بـ”الإبادة الطبية”، حيث يعاني القطاع من تفشي الأمراض الوبائية وانعدام أدوات التشخيص والمختبرات، في وقت يتعمد الاحتلال تدمير البنية الصحية ومنع وصول العلاج، لقتل الفلسطينيين بالمرض والجوع كما بالرصاص والقصف.
مجازر المساعدات.. الجوع فخ للإبادة
إلى جانب المجاعة، تستمر جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين الذين يتجمعون بحثًا عن المساعدات الغذائية. وزارة الصحة أعلنت أن حصيلة شهداء “منتظري المساعدات” ارتفعت إلى 2,180 شهيدًا وأكثر من 16,046 إصابة، بعد مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال خلال 24 ساعة، أسفرت عن سقوط 22 شهيدًا و203 إصابات.
هذه الجرائم تكشف أن الاحتلال يستخدم المساعدات “طُعمًا قاتلًا” ضمن مخطط إبادة جماعية منظم، تشرف عليه ما تسمى “الآلية الأميركية الإسرائيلية” منذ 27 مايو الماضي.
تضليل عالمي مفضوح
مدير صحة غزة أوضح أن الاحتلال يحاول تضليل الرأي العام عبر قتل الصحفيين ومنع نقل الحقيقة، وفي المقابل استقدام مؤثرين عالميين إلى معبر كرم أبو سالم لتصوير دخول شحنات غذائية محدودة، في محاولة لتزييف الواقع وإخفاء المجاعة المتفشية.
لكن الأرقام الأممية تؤكد أن واحدًا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، بينما تضاعفت معدلات سوء التغذية بين الأطفال بين مارس ويونيو الماضيين.
تحذيرات دولية خجولة
المنظمة الدولية للهجرة حذرت مؤخرًا من أن “قطاع غزة لم يعد يحتمل الانتظار”، مؤكدة أن المجاعة واقعة معلنة وأن المساعدات متوفرة لكنها لا تصل بسبب منع الاحتلال.
المديرة العامة للمنظمة، إيمي بوب، قالت: “المعاناة تزداد يومًا بعد آخر، وآن الأوان لوقف العدوان فورًا وضمان وصول المساعدات.”
لكن هذه التحذيرات تبقى عاجزة وخجولة، ولم تتجاوز حدود البيانات، ما يعكس تواطؤًا دوليًا مفضوحًا مع جريمة التجويع الصهيونية.
حصار خانق ودعم أمريكي مباشر
منذ الثاني من مارس الماضي، يغلق الاحتلال جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مانعًا دخول الغذاء والدواء والوقود، في جريمة مكتملة الأركان ترتكب برعاية أمريكية مباشرة.
ويأتي ذلك ضمن حرب إبادة متواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 220 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود.
خاتمة: إبادة جماعية بالخبز والدواء
ما يجري في غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية طارئة، بل مخطط صهيوني ممنهج للتجويع والإبادة، تنفَّذ تفاصيله برعاية أمريكية وصمت دولي متواطئ.
وكل شهيد يسقط جوعًا أو أثناء انتظار المساعدات يفضح أكاذيب الاحتلال وحلفائه، مؤكدًا أن غزة تواجه حرب إبادة جماعية بالخبز والدواء كما بالقصف والنار.