ثورة 21 سبتمبر.. إرادة تحررية تصنع مستقبل الأمة

البيضاء نت | تقرير 

في صباح الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، لم يكن المشهد اليمني عاديًا، فجرٌ جديد بزغ على أمة أنهكتها الوصاية، وأشعلت شرارة الوعي طريقًا نحو الكرامة والسيادة.

لم تكن الثورة حدثًا سياسيًا عابرًا، بل تحوّلًا استراتيجيًا غيّر وجه اليمن، وفتح أمامه آفاق الاستقلال الوطني، ورسّخ موقعه في قلب الصراع الإقليمي والدولي ضد قوى الاستكبار.

السيادة المستعادة.. اليمن يكتب تاريخه بيده

قبل الثورة، كان القرار اليمني مرهونًا بسفارات أجنبية، والثروة الوطنية أداة في يد قوى الهيمنة، لكن ثورة 21 سبتمبر أعادت صياغة المعادلة: القرار أصبح يمنيًا خالصًا، والجيش استعاد مكانته كقوة وطنية، والمؤسسات انطلقت لبناء مسار جديد بعيد عن الإملاءات.

لقد كان التحرر من التبعية أهم منجز للثورة، إذ نقل اليمن من موقع التابع إلى موقع الفاعل الذي يصوغ خياراته بنفسه، ويواجه التحديات بعزيمة مستقلة.

فلسطين في قلب الثورة.. موقف لا يساوم

منذ اللحظة الأولى، لم تنغلق ثورة 21 سبتمبر على الداخل، بل ارتبطت بمصير الأمة، وفي مقدمتها فلسطين.

لم يعد الموقف اليمني خاضعًا لحسابات السياسة الخارجية، بل صار التزامًا مبدئيًا يتجلى في المسيرات الشعبية والفعاليات الجماهيرية والدعم السياسي والإعلامي.. هذا الموقف أربك العدو الصهيوني، حتى اعترف قادته بأن اليمن الجديد بثورته ووعيه يمثّل تهديدًا استراتيجيًا لمشاريعهم في المنطقة.

من التحديات إلى الابتكار.. الإبداع العسكري

لم يكن العدوان والحصار مجرد اختبار، بل تحوّل إلى فرصة لبناء قدرات غير مسبوقة، فقد أبدعت العقول اليمنية في تطوير الصواريخ الباليستية والمسيّرات الهجومية والدفاعية، لتحوّل اليمن إلى قوة ردع إقليمية.

كل عملية عسكرية لم تكن مجرد ردّ، بل رسالة تقول: اليمن قادر على الدفاع عن سيادته وصياغة معادلات جديدة، من “بركان” إلى “طوفان الأقصى”، في مشهد يعكس إرادة لا تنكسر.

الشعب.. الركيزة الصلبة للثورة

السرّ الحقيقي لنجاح الثورة لم يكن في السلاح ولا في الشعارات، بل في التلاحم الشعبي، من المدن الكبرى إلى القرى النائية، من الجامعات إلى الأسواق، تكاتف اليمنيون حول مشروع وطني جامع.

هذا الوعي الشعبي جعل الثورة حصنًا داخليًا يصعب اختراقه، وأثبت أن الشعوب عندما تؤمن بعدالة قضيتها تصبح قادرة على صنع المستحيل.

القلق الصهيوني.. شهادة على النجاح

لم يكن طبيعيًا أن تمر الثورة دون أن تقلق أعداء الأمة، إسرائيل، التي رأت في اليمن ساحة هامشية، اكتشفت فجأة أن صنعاء تحوّلت إلى مركز ثقل يقلب معادلات المنطقة.

تصريحات المجرم نتنياهو ومسؤولي الكيان عن “الخطر اليمني” لم تكن سوى اعتراف صريح بأن ثورة 21 سبتمبر تجاوزت حدودها الجغرافية لتصبح معادلة إقليمية.

الثورة مسيرة مستمرة

بعد أحد عشر عامًا، أثبتت ثورة 21 سبتمبر أنها ليست ذكرى في الوجدان، بل مشروع تحرري متجدد، إنها مسيرة وعي وسيادة وكرامة، تزداد حضورًا كلما اشتد الحصار والعدوان.

اليمن اليوم، بثورته ووعيه، يعلن أن السيادة ليست شعارًا، بل واقعًا يُصنع بالإرادة، ويُحفظ بالصمود، ويُترجم في الميدان، إنها رسالة لكل المستضعفين: الإرادة الحرة قادرة على صناعة مستقبل جديد.

المصدر: موقع 21 سبتمبر