1676 شهيداً وجريحاً ثمناً لموقف اليمن المساند لغزة: دماءٌ توحّد المصير وتفضح العدوان

البيضاء نت | محلي

 

منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، سجّل الشعب اليمني موقفاً قومياً أصيلاً، متقدّماً الصفوف في دعم الشعب الفلسطيني ومناهضة العدوان الصهيوني، انطلاقاً من إيمانه بوحدة المصير العربي ورفضه لكل أشكال القهر والاستبداد ضد المدنيين الأبرياء. غير أن هذا الموقف المشرّف لم يكن بلا ثمن، إذ تكبّد اليمنيون تضحيات جسام نتيجة الغارات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية التي طالت عدداً من المحافظات اليمنية.

فقد أعلنت وزارة الصحة والبيئة أن حصيلة الضحايا منذ بدء الإسناد الشعبي اليمني لقطاع غزة وحتى أكتوبر الجاري بلغت 1676 شهيداً وجريحاً، بينهم 319 شهيداً (منهم 38 طفلاً و23 امرأة)، و1357 جريحاً (بينهم 197 طفلاً و96 امرأة).

وأوضح البيان أن العدوان استهدف بشكل مباشر المرافق والمنشآت الصحية، ما أدى إلى تدمير ثلاث منشآت بشكل كلي وأربع أخرى جزئياً. وفي جريمة حرب موثّقة، شنّ الطيران الأمريكي في مارس 2025 غارة على مستشفى الرسول الأعظم لمرضى السرطان في محافظة صعدة، مدمّراً المبنى بالكامل قبل افتتاحه.

كان المستشفى، الذي وصل إلى مراحله الأخيرة، بمثابة بارقة أمل لآلاف المرضى الذين يعانون من شحّ الخدمات وصعوبة التنقل للعلاج في صنعاء، لكن القصف الأمريكي أطفأ هذا الأمل، كاشفاً عن تناقض واشنطن التي تتحدث عن “حقوق الإنسان” بينما تمارس القتل الممنهج بحق المدنيين.

ويأتي هذا الاستهداف ضمن نهج عدواني متواصل منذ سنوات، استُخدمت فيه أسلحة محرّمة دولياً تسببت في انتشار أمراض قاتلة، أبرزها السرطان، نتيجة المواد المشعة والسامة التي خلّفها القصف المستمر منذ عام 2015. ومع كل ذلك، لم يتراجع اليمنيون عن موقفهم الثابت تجاه فلسطين، مؤكدين أن التضحيات مهما عظمت لن تثنيهم عن مناصرة الحق ومواجهة العدوان.

وبحسب القانون الدولي الإنساني، فإن استهداف المنشآت الطبية يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب المادة (8) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي يستوجب تحركاً دولياً عاجلاً لمحاسبة المعتدين.

ورغم الحرب والحصار، يواصل اليمنيون تجديد العهد مع فلسطين في وقت يسود فيه الصمت العربي والتواطؤ الدولي، مؤكدين أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية، وأن الدم اليمني والفلسطيني الذي امتزج على أرض الصمود، إنما يختصر معنى وحدة المصير والموقف.