وفاءٌ لدماء الشهداء.. اليمن يدشّن الذكرى السنوية للشهيد بتجديد العهد ومواصلة المسيرة الجهادية

البيضاء نت | تقرير

 

في أجواءٍ تعبق بروح الوفاء والتضحية، وتحت شعار «وفاءً لدماء الشهداء.. التعبئة والجهوزية عالية»، دشّنت أمانة العاصمة فعاليات وأنشطة الذكرى السنوية للشهيد 1447هـ بحضور رسمي وشعبي واسع جسّد عمق الارتباط اليمني بثقافة الشهادة والجهاد كمنهجٍ إيماني ومسارٍ وطني لا ينقطع.
الفعالية التي شارك فيها عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبد العزيز بن حبتور والقائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، شكّلت انطلاقةً تعبويّة متجدّدة لتجديد العهد مع الشهداء العظام الذين كتبوا بدمائهم ملحمة الحرية والصمود في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني، ورسّخوا معاني الإباء والعزة في ضمير الأمة اليمنية.


الشهداء جسر العبور إلى النصر

في كلمته بالمناسبة، أكّد الدكتور بن حبتور أنّ إحياء هذه الذكرى يمثل وفاءً للشهداء الذين صنعوا للأمة مجدها وخلودها، وأنهم “الركيزة التي يُبنى عليها مستقبل اليمن الحرّ والمستقلّ”.
وقال إنّ الشهداء خلدوا أسماءهم في سجل التاريخ البطولي للوطن، وهم الجسر القوي الذي سيُعبر من خلاله الشعب اليمني إلى النصر العظيم بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
وأشار إلى أنّ المسيرة القرآنية جاءت لتحرير الإنسان اليمني من التبعية والاستلاب، واستنهاض طاقات الأمة التي حاول الأعداء – في الداخل والخارج – طمسها وتشويه غاياتها النبيلة، مؤكداً على ضرورة تعزيز الاهتمام بأسر الشهداء وضمان العيش الكريم لها كأقلّ واجب تجاه تضحياتهم.

وتطرّق بن حبتور إلى تلازم الموقف اليمني في مواجهة العدوان مع الموقف المقاوم في فلسطين، قائلاً إنّ “الشعب اليمني الذي صمد في وجه تحالف الإجرام لعشر سنوات يفاخر اليوم بإسناده المشرّف لإخوانه في غزة”، مؤكداً أنّ اليمن الحرّ، رغم الحصار، أثبت أن إرادته لا تُقهر، وأنه ماضٍ في دعم فلسطين من البحر إلى النهر كواجبٍ ديني وإنساني مقدّس.


مواصلة طريق العزة والصمود

من جهته، شدّد القائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح على أنّ الاحتفاء بذكرى الشهيد ليس فعلاً رمزياً، بل تجديدٌ للارتباط بالمشروع الذي استُشهدوا من أجله: إعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين ومواجهة قوى الطغيان والاستكبار.
وقال مفتاح إنّ الشهداء يمثّلون رموزًا وقدوات خالدة للأمة، قدّموا أرواحهم عن قناعة وإيمان في مواجهة الغزاة والمحتلين والصهاينة، مشيراً إلى أن الأسرة اليمنية الواحدة قدّمت أحيانًا الأب والابن والحفيد شهداء في ملحمةٍ قلّ نظيرها في التاريخ المعاصر.

وأكد أنّ الشعب اليمني، رغم الجراح والتضحيات، لم يعرف الضعف أو الاستكانة، وأنّ أيّ مخططات جديدة تستهدف عزيمته ستنقلب على أصحابها، مشدداً على أن معادلة الردع التي أعلنتها القيادة – “البنك بالبنك والميناء بالميناء والمطار بالمطار” – لا تزال قائمة، وأن القوات المسلحة والشعب اليمني على أتمّ الجاهزية لإسناد غزة مجدداً في حال استئناف العدوان الصهيوني.


الشهيد.. عنوان الكرامة وبوابة النصر

وفي سياق الفعالية، أكّد أمين العاصمة الدكتور حمود عباد أنّ إحياء الذكرى السنوية للشهيد هو وفاءٌ لرجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وسطروا بدمائهم ملاحم العزة والحرية في ميادين الجهاد.
وأشار إلى أنّ هذه الذكرى تأتي لإحياء القيم التي استشهد من أجلها الأبطال، واستلهام دروس الصمود والعطاء والنصر في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني، مؤكداً أنّ “إحياء هذه المناسبة هو في جوهره تعبئة مستمرة للأمة ضد الغزو الثقافي والعسكري والسياسي الذي يشنه الأعداء”.

فيما أوضح وكيل أمانة العاصمة خالد المداني أنّ الذكرى السنوية للشهيد محطة تعبوية إيمانية لتجديد الوعي بمسؤولية مواصلة درب التضحيات والبذل والعطاء في سبيل الله والوطن والأمة، مشدداً على اهتمام القيادة الثورية والسياسية برعاية أسر الشهداء باعتبارهم تاج الشرف الوطني.


رسالة الوفاء والصمود

بدوره، أكّد عضو رابطة علماء اليمن العلامة فؤاد ناجي ومدير فرع الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء بأمانة العاصمة محمد العفيف، أنّ إحياء هذه الذكرى هو تعبير صادق عن الوفاء للشهداء، وتجديد للتمسّك بالمبادئ والقيم التي حملوها، ومواصلة التعبئة وتعزيز الوعي الثقافي والجهادي لبناء جيلٍ يواصل المسيرة.
وأشارا إلى أنّ التضحيات العظيمة التي قدّمها الشهداء أسقطت رهانات العدوان والاستكبار العالمي، وأثبتت أنّ اليمن اليوم أكثر عزّة وثقة وإيماناً بانتصار قضيته العادلة.


دماء الشهداء تصنع النصر

تمثّل الذكرى السنوية للشهيد في اليمن حدثًا محوريًا في وجدان الأمة وضميرها المقاوم، فهي ليست مجرد فعالية احتفائية، بل مدرسة سنوية لتجديد الإيمان بمسار الجهاد والتعبئة، ومناسبة لتكريس ثقافة الوفاء والبذل والعطاء في سبيل الله.
ومن قلب صنعاء، تتجدد رسالة الشعب اليمني للعالم: أن دماء الشهداء هي التي تصنع النصر، وأن أمةً قدّمت أبناءها قرابين للحرية لا يمكن أن تُهزم، ما دام في أفقها شعار القائد والشهداء: “هيهات منّا الذلّة”.

المصدر: موقع 21 سبتمبر