“الخط الأصفر”: ترسيم جيوسياسي جديد في غزة… وإشارات إلى قبول دولي متدرّج بسياسات التفريغ والهيمنة

البيضاء نت | عربي دولي 

 

في تقرير لافت، حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، من أن ما يسمى بـ“الخط الأصفر” الذي فرضته “إسرائيل” بعد اتفاق وقف إطلاق النار يشكّل تحولًا جوهريًا في إدارة الصراع داخل قطاع غزة، إذ يمتد ليشمل نحو 58% من مساحة القطاع، في خطوة وصفها المرصد بأنها “تحويل للإبادة إلى سياسة دولية مقننة”.

يرى مراقبون أن هذا التطور لا يمثل مجرد إعادة رسم لحدود السيطرة العسكرية، بل هو مؤشر لمرحلة جديدة تتجاوز العمليات العسكرية التقليدية نحو هندسة جغرافية دائمة تكرّس واقعًا أمنيًا وسياسيًا يخدم التصور الإسرائيلي طويل المدى.

وفق المرصد، فإن فرض هذا الخط يهدف إلى انتزاع مساحات واسعة من الأرض وخلق بيئة يصعب فيها على الفلسطينيين العودة إلى مناطقهم الأصلية، مع تكريس شكل من أشكال الفصل الجغرافي الذي يعيد إنتاج نموذج “المناطق العازلة” بصورة أعمق وأوسع.

سياسيًا، يحمل هذا الإجراء دلالتين أساسيتين:

  1. قبول دولي متدرّج: استمرار صمت القوى الدولية الفاعلة يشير إلى قابلية التعايش مع بنية السيطرة الجديدة، ما يفتح الباب أمام تكريسها كأمر واقع لا يخضع لمساءلة حقيقية.

  2. إعادة هندسة مستقبل غزة: الخط يضع الأساس لمرحلة ما بعد الحرب، حيث تتحول الإبادة وما رافقها من تهجير واسع إلى ترتيبات جغرافية دائمة تتعامل معها الأطراف الدولية باعتبارها “ضرورة أمنية”.

 

وفي ظل هذا التحول، يتخوف حقوقيون من أن يؤدي الرسم الجديد للسيطرة إلى تقويض أي مسار سياسي مستقبلي يعيد للفلسطينيين حق إدارة أراضيهم، ويحوّل القطاع عمليًا إلى كيانات منعزلة محكومة بمعايير أمنية إسرائيلية مشددة.