القائد أبو معاذ ورفاقه.. شهداء على طريق القدس
البيضاء نت | تقرير
لم يكن استشهاد القائد المجاهد رائد سعيد سعد “أبو معاذ” ورفاقه حدثًا عابرًا، بل محطة فاصلة في مسيرة المقاومة تؤكد أن طريق القدس مرسوم بدماء القادة، وأن سياسة الاغتيالات الجبانة التي يعتمدها العدو الصهيوني ليست سوى اعتراف بالعجز والفشل أمام إرادة شعب متجذّرة في المواجهة والتحرير.
زفّت كتائب الشهيد عز الدين القسام قائد ركن التصنيع العسكري شهيدًا إثر عملية اغتيال صهيونية غادرة، نُفذت في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار، لتؤكد حقيقة هذا العدو الذي لا يحترم العهود، ويجعل من الاغتيال أداة ثابتة في حربه المفتوحة على المقاومة.
سنوات من الجهاد والبناء
على مدى سنوات طويلة من العمل الجهادي المتواصل، كان الشهيد القائد أبو معاذ حاضرًا في قلب معركة البناء والتطوير، متنقّلًا بين ميادين العمل المقاوم بعقل القائد وصبر المجاهد، مساهمًا في ترسيخ أسس القوة التي راكمتها المقاومة رغم الحصار والعدوان.
وقد توّجت هذه المسيرة الطويلة بقيادته لمنظومة التصنيع العسكري في كتائب القسام، التي شكّلت إحدى الركائز الأساسية في تطور قدرات المقاومة، وبرز أثرها بوضوح في السابع من أكتوبر، حين كان الشهيد من قادة معركة “طوفان الأقصى”، التي أعادت رسم معادلات الصراع، وكشفت هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية للعدو، وكسرت وهم تفوقه.
قائد يصنع القوة
لم يكن القائد رائد سعد مجاهدًا في الميدان فحسب، ولا قائدًا عسكريًا فذًا فقط، بل كان نموذجًا متكاملًا للقائد المقاوم؛ قدوة في السلوك، مثالًا في الإخلاص، ورمزًا للعمل الهادئ المتراكم الذي يصنع الإنجاز الحقيقي.
بعقل استراتيجي وروح مؤمنة، حوّل الإمكانيات المحدودة إلى قوة ردع مؤثرة، وأسهم في بناء منظومة صناعية عسكرية أربكت حسابات العدو، وأكدت أن الإرادة قادرة على تجاوز الفارق في الإمكانات.
خرق للهدنة واعتراف بالفشل
إن جريمة اغتيال القائد أبو معاذ ورفاقه، وفي ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار، تؤكد أن الكيان تجاوز كل الخطوط الحمراء، وضرب بعرض الحائط كل الضمانات والوساطات، بما فيها الرعايات الأمريكية، وقد حمّلت كتائب القسام الولايات المتحدة والوسطاء المسؤولية الكاملة عن هذه الخروقات الخطيرة، مؤكدة أن حق المقاومة في الرد على عدوان الكيان مكفول، وأن الدفاع عن النفس حق مشروع لا يسقط بالاتفاقات ولا بالضغوط.
كما أعلنت القسام تكليف قائد جديد لتولي مهام الشهيد، في رسالة واضحة بأن مسيرة الجهاد لن تتوقف، وأن سياسة الاغتيالات لن تفتّ في العضد، بل ستزيد المقاومة إصرارًا على مواصلة الطريق.
شهداء أوفياء للعهد
من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس القائد الشهيد رائد سعد ورفاقه الشهداء: رياض اللبان، وعبد الحي زقوت، ويحيى الكيالي، مؤكدة أنهم ارتقوا بعد رحلة طويلة من الجهاد والدفاع عن فلسطين وشعبها، وأشارت الحركة إلى أن الشهيد أبو معاذ تعرّض خلال مسيرته لعدة محاولات اغتيال، لم تزده إلا ثباتًا وإصرارًا على المضي في مشروع المقاومة، مؤكدة أن جرائم الكيان واغتيالاته لن تُرى إلا تأكيدًا جديدًا على صواب خيار المقاومة.
المقاومة هي السبيل
إن دماء القائد رائد سعد ورفاقه الشهداء تجدد الحقيقة الراسخة بأن المقاومة ليست خيارًا تكتيكيًا عابرًا، بل عقيدة راسخة ومشروع تحرر ممتد، وأن الصمود مع الشعب وعلى الأرض هو الطريق الوحيد لدحر الاحتلال وتحطيم مشاريعه، فالعدو الذي يعجز عن كسر إرادة شعب، يلجأ إلى الاغتيال، والكيان الذي يخشى المستقبل، يحارب القادة، لكنه ينسى أن القادة يولدون من رحم الشعوب المؤمنة بحقها.
دم القادة يرسم الطريق
سيظل القائد رائد سعد ورفاقه، حاضرين في وجدان المقاومة، نابضين في كل فعل جهادي، وشاهدين على أن هذا الطريق يُكتب بالتضحيات، لكنه وحده الذي يقود إلى الحرية.
أما الاغتيال، فلن يكون نهاية المسيرة، بل بداية فصل جديد من الصمود والمواجهة، تُخطّ معالمه بدم الشهداء وإرادة المقاومين.
نقلاً عن موقع 21 سبتمبر