هي أمريكا.. من الحرب الأولى حتى آخر عدوان على اليمن

البيضاء نت | مقالات 

بقلم / عبدالله علي هاشم الذارحي

 

لا شك أن النظامَ السابقَ شن الحربَ على الشهيد القائد، وأن الحروب الظالمة على صعدة قد أُقِرَّت في واشنطن ومُوِّلت من قبل السعوديّة والإمارات؛ بهَدفِ القضاء على المشروع القرآني الناهض.

 

ولكن يأبى الله تعالى إلا أن يتم نوره.

لقد كشف قائد الثورة عن فشل التحَرّك الأمريكي الرامي لوأد هذا المشروع، موضحًا أنه “في الـ26 من شهر رجب، لـ20 عامًا خلت، ارتقى شهيد القرآن السيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، حَيثُ استهدفته السلطة الظالمة آنذاك استرضاءً لأمريكا، في عدوان ظالم استمر قرابة ثلاثة أشهر”.

وأكّـد أن استشهاده تم بإشراف وتحريض أمريكي مباشر في الحرب الأولى وما تلاها من حروب متتالية ضد المشروع القرآني.

ومن المعلوم أن قرارَ العدوان الواسع على اليمن، الذي بدأ فجر يوم الخميس 26 مارس 2015، صدر من واشنطن بمبرّرات واهية؛ سَرعانَ ما أثبتت الوقائع زيفها.

كما أن قرارَ التصعيد الأخير في المحافظات المحتلّة جاء بعد عودة محمد بن سلمان من زيارة لواشنطن.

فما حدث ويحدث يؤكّـد الحقائق التالية:

 

أولًا: القرار بيد واشنطن

إن السعوديّة والإمارات لا تتحَرّكان في الملفات الكبرى – خَاصَّة ما يتصل بالتصعيد أَو التهدئة في اليمن – إلا ضمن الضوء الأخضر الأمريكي.

فزيارة ابن سلمان لواشنطن تعني عمليًا: تلقي توجيهاتٍ مباشرة، وإعادة ضبط إيقاع المعركة، وتحديد السقف المسموح للتحَرّك العسكري والسياسي.

 

ثانيًا: المرتزِقة أدوات تنفيذ لا أكثر

إن المرتزِقةَ في الداخل اليمني لا يملكون قرارَ الحرب أَو السلم، بل ينتظرون الإشارة من الرياض وأبوظبي، اللتين بدورهما تنتظران القرار الأمريكي.

ولهذا يتجمّد الميدان العسكري حتى تكتمل سلسلة الأوامر من المركز الرئيسي.

 

ثالثًا: ربط اليمن بمِلفات إقليمية أكبر

تستخدم واشنطن اليمن كورقة ضغط ضمن صراعاتها الإقليمية الأوسع، الممتدة من البحر الأحمر وفلسطين إلى إيران ومِلفات الطاقة.

وبالتالي، فإن أيَّ تحَرّك عسكري يكون مرتبطًا في الغالب بتفاهمات أَو رسائل سياسية بعيدة، وليس بظروف الميدان اليمني المحض.

 

رابعًا: الخوف من رد الفعل اليمني

بعد معادلات الردع التي فرضتها صنعاء، لم يعد أي تحَرّك عدواني سهلًا أَو بلا ثمن.

لذلك تحتاج دول العدوان إلى غطاء أمريكي سياسي وعسكري مكثّـف قبلَ المغامرة بأي تصعيد.

وهذا ما عبّر عنه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي بوضوح – رضوان الله عليه – حين أوضح أن المشكلة ليست في كثرة أدوات العدوّ، بل في ارتهانها الكامل له؛ فهي تتحَرّك بإشارته وتتوقف بأمره.

كما يؤكّـد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – في أكثر من خطاب أن العدوّ الأمريكي هو المحرك الرئيس والمُدير الفعلي للحرب، بينما الآخرون مُجَـرّد منفذين، ولو امتلكوا قرارهم لتصرفوا بشكل مختلف.

 

الخلاصة

إن تأخر التحَرُّكات وتبدّل المواقف ليس ضَعفًا في التنسيق، بل هو دليلٌ قاطعٌ على أن واشنطن هي غرفة العمليات المركزية.

وأن ابن سلمان لا يعود من أمريكا إلا محمّلًا بالأوامر، وعندها فقط تبدأ أدواته بالتحَرّك.

ولا شك أن قيادتَنا الحكيمة تراقبُ الوضعَ عن كثب، وهي مستعدة لكل الاحتمالات.

كما أن توقيعَ الرياض مع صنعاء على اتّفاق مسقط لتبادل الأسرى يؤكّـد مجدّدًا موقعَهَا كطرف مباشر في العدوان على اليمن.

وما عليها إلا الجنوح للسلام بتنفيذ كامل المِلف الإنساني وبما يحقّق السيادة الوطنية.

وإن أبت، فلكل حدثٍ حديث، والأيّامُ أمامنا تحمل في جعبتها عجائبَ الأحداث.