مسؤول أمريكي رفيع: تراجع في القدرات البحرية أمام الترسانة اليمنية المتطورة

البيضاء نت | تقارير

كشف مسؤول أمريكي رفيع عن قلق متزايد داخل الدوائر العسكرية في الولايات المتحدة من تنامي القدرات العسكرية البحرية للقوات اليمنية، مؤكدًا أن الترسانة اليمنية أحرزت تطورًا نوعيًا بات يهدد التوازن في البحر الأحمر ومحيطه.

وقال المسؤول – الذي فضّل عدم الكشف عن هويته – في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، إن “هناك تراجعًا واضحًا في فعالية القدرات البحرية التقليدية لقوات التحالف الدولي في مواجهة الأسلحة المتطورة التي باتت بحوزة الحوثيين في اليمن”، مشيرًا إلى أن “الهجمات الأخيرة التي استهدفت سفنًا عسكرية وتجارية أثبتت قدرة اليمنيين على استخدام تقنيات دقيقة وأسلحة حديثة تضع تحديات غير مسبوقة أمام السفن الغربية”.

وأضاف: “ما نشهده اليوم لم يعد مجرد هجمات عشوائية أو تكتيكات بدائية، بل عمليات عسكرية معقّدة تستخدم صواريخ مجنحة وباليستية وطائرات مسيرة وزوارق انتحارية تعمل بتقنيات متقدمة”، لافتًا إلى أن القوات الأمريكية اضطرت إلى تغيير قواعد الاشتباك أكثر من مرة للتعامل مع هذا التهديد المستمر.

تصعيد غير مسبوق في البحر الأحمر

وتشهد منطقة البحر الأحمر تصعيدًا متسارعًا منذ إعلان القوات المسلحة اليمنية عن استهداف سفن مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة، ضمن ما تصفه بـ”مساندة الشعب الفلسطيني والرد على العدوان على غزة”.

وبحسب تقارير استخباراتية غربية، نفذت القوات اليمنية أكثر من 50 عملية هجومية بحرية منذ نهاية العام الماضي، مستهدفة ناقلات نفط وسفن شحن عسكرية ومدنية، مما أدّى إلى تغيير مسارات التجارة الدولية وتعليق عمليات العديد من الشركات الكبرى في الممر الملاحي الحيوي.

ترسانة متنامية ومصادر إمداد غامضة

وفيما تتكتم واشنطن وتل أبيب على الخسائر الفعلية، يقر الخبراء العسكريون أن الترسانة اليمنية تضم اليوم أسلحة لم تكن متاحة سابقًا، تشمل طائرات بدون طيار متقدمة، وألغام بحرية ذكية، ومنظومات توجيه صاروخي متطورة، وسط غموض يلف مصدر هذه التقنيات.

ورجّح المسؤول الأمريكي أن “الدعم التقني واللوجستي الذي حصلت عليه جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية أسهم في بناء قدرة ردع إقليمي باتت تؤرق حلفاء واشنطن”، مضيفًا أن “التهديد لم يعد يقتصر على الممرات المائية فحسب، بل يمتد ليشكل خطرًا على قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة”.

دعوات لمراجعة الاستراتيجية

وأثارت هذه التطورات دعوات داخل أروقة القرار في واشنطن لإعادة تقييم الوجود العسكري الأمريكي في البحر الأحمر، وتكثيف الجهود الدبلوماسية لتفادي اتساع رقعة المواجهة، وسط تصاعد الانتقادات لفشل استراتيجية “ردع الحوثيين” التي أطلقتها وزارة الدفاع الأمريكية مطلع هذا العام.

من جهته، دعا السيناتور الجمهوري راند بول، في تغريدة، إلى “وقف نزيف الموارد الأمريكية في صراعات لا تنتهي، وفتح قنوات تواصل فاعلة مع جميع الأطراف لتجنب حرب إقليمية كبرى”.

تؤشر هذه التصريحات إلى تغيّر لافت في المواقف الغربية تجاه القدرات اليمنية، والتي لم تعد تُصنّف ضمن تهديدات “المجموعات المتمردة”، بل باتت تُعامل كقوة عسكرية صاعدة ذات تأثير مباشر على الأمن البحري العالمي. وبينما تتصاعد المواجهة، تبدو المنطقة مقبلة على تحولات استراتيجية ستعيد رسم خرائط النفوذ وموازين الردع في واحد من أهم الممرات المائية على مستوى العالم.

المصدر: وكالات