الحرب الناعمة تقتل وعي الأمة .. هل تقف المرأة المسلمة وحدها؟

بالتزامن مع ذكرى مولد فاطمة الزهراء عليها السلام، صدر عن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة، محملاً بالمعاني والدلالات التي تعكس رؤية السيد القائد تجاه المرأة المسلمة ودورها في المجتمع الإسلامي، كما تناول الأزمات الراهنة التي تعانيها الأمة الإسلامية على الصعيدين الأخلاقي والسياسي والاجتماعي 

 فاطمة الزهراء .. القدوة العليا للمرأة المسلمة

بدأ السيد القائد بتسليط الضوء على مكانة فاطمة الزهراء في الإسلام، معتبرًا إياها نموذجًا أكمل للمرأة المسلمة في الإيمان والأخلاق والإنسانية، مشدداً على أن الاقتداء بها واجب على كل نساء الأمة، خاصة في هذا العصر الذي تواجه فيه الأمة الإسلامية تحديات متعددة تهدد هويتها الدينية والثقافية، وفي ذلك بعداً رمزياً يتمثل في أن الزهراء تمثل الكمال الإيماني والخلق النبوي، وتشكل نموذجًا عمليًا للمرأة القادرة على التوازن بين الإيمان والعمل والمقاومة الأخلاقية والاجتماعية، ومن ناحية أخرى هناك بعد تربوي يتمثل في ، دعوة النساء لتأسيس حياتهن على أسس القيم النبيلة، ومواجهة محاولات التشويه الثقافي والاغتراب عن الهوية الإسلامية.

 التحذير من الحرب الناعمة والمضللة

خصص السيد القائد جزءًا كبيرًا من البيان للحديث عن الحرب الناعمة التي تواجه الأمة الإسلامية، والتي وصفها بأنها أكثر ضررًا من الحرب العسكرية التقليدية، لأنها تستهدف وعي المسلمين وأخلاقهم وقيمهم، وفي ذلك أبعاداً استراتيجية عدة أهمها ، أنه أشار إلى أن معظم شعوب الأمة، نتيجة التأثير الإعلامي والثقافي والسياسي، أصبحت خاضعة لتأثير الأعداء ومصالحهم، وهو ما انعكس في مواقف ضعيفة تجاه العدوان الإسرائيلي على فلسطين وغياب التحرك الفاعل من بعض الأنظمة الإسلامية، ومن جانب آخر فإن السيد أورد أمثلة مروعة على جرائم العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك استهداف الأطفال والنساء والحوامل، والجرائم الإنسانية التي تهدد كرامة الإنسان المسلم، مؤكداً على أن مواجهة هذه الحرب المضللة تبدأ من الوعي الديني والأخلاقي واستلهام القيم من القرآن الكريم، معتبرًا أن هذا هو السبيل لاستعادة الأمة مكانتها وقوتها الحقيقية.

الانتقاد اللاذع للأنظمة العربية والنخب الإسلامية

وجه السيد القائد انتقادًا مباشرًا للأنظمة العربية التي تتواطأ مع القوى الغربية والصهيونية، واصفًا مواقفها بأنها خضوع واستسلام كامل للأعداء، على حساب الدين والكرامة والقيم الإنسانية، حيث رأى السيد القائد أن هذا الانحدار السياسي أدى إلى فقدان الأمة لقدرتها على التحرك والدفاع عن حقوقها، كما أدى إلى تأجيج الانقسامات الداخلية وإضعاف التضامن الإسلامي،  وشدد على أن الانبطاح للأعداء أفرغ الأمة من قيمها الأخلاقية والإنسانية الحقيقية، مما انعكس على سلوك الشعوب وتصرفاتها في مواجهة الظلم.

الدعوة إلى الوعي والعمل المستنير

وفي ختام البيان وجه السيد القائد حفظه الله، رسالة تحفيزية وتوجيهية للأمة الإسلامية، داعيًا إلى استلهام القيم من القرآن الكريم، حيث قال : (( إنَّ الإسلام العظيم بقرآنه ورسوله هو النور الأسمى، الذي يتحقق من خلال الارتباط الوثيق به تحقيق الارتقاء والكمال الإنساني إلى أعلى المراتب، كما هو في النموذج الأسمى والأعلى للمرأة المسلمة: فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، وكما نماذجه الراقية من رجال ونساء ممن ينبغي أن تستلهم الأمّة منهم أسمى الروحية، وأرقى الوعي، وأعظم التأثير، لتستعيد الأمّة بذلك كرامتها الإنسانية، وعزّتها الإيمانية، وحضورها العالمي، ودورها المفترض بها في حمل الرسالة الإلهية، وإرث الأنبياء، والسعي لإقامة القسط، وإنقاذ المستضعفين والمظلومين والمحرومين، وكسر شوكة الطغاة والمجرمين والظالمين، والإضاءة بنور الله للعالمين، بدلاً من التبعيّة والعبودية والخنوع للمستكبرين والشياطين والمفسدين))

ختاماً 

يعكس البيان توجهًا واضحًا في التركيز على القيم الإسلامية كنواة للحفاظ على الهوية الوطنية والأمة الإسلامية، ويظهر حرص السيد القائد على ربط الأحداث العالمية بالوعي الإسلامي والأخلاقي، وتحليل الأزمات السياسية من منظور ديني وإنساني، كما يسلط الضوء على المرأة المسلمة كمحور أساسي في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية والسياسية، مؤكدًا أنها ليست مجرد كيان اجتماعي بل شريك فاعل في بناء الأمة والدفاع عن هويتها.

إن بيان السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة ليس مجرد تهنئة أو احتفاء بمناسبة دينية، بل هو تحليل استراتيجي شامل للوضع الراهن للأمة الإسلامية، مع دعوة ملحة إلى استعادة الوعي الديني والأخلاقي والإنساني، كما يبرز البيان مكانة المرأة المسلمة كركيزة أساسية في مواجهة تحديات العصر واستلهام قيمها من أفضل نموذج نسائي إسلامي،  فاطمة الزهراء عليها السلام.