الإساءة للقرآن في الغرب الكافر.. حربٌ تتسع وصمت يثير الأسئلة
البيضاء نت | مقالات
بقلم / وليد فاضل
موجة متكرّرة من جرائم الإساءة للقرآن الكريم والمقدسات الإسلامية، في الغرب، وعلى رأسه أمريكا وعدد من الدول الأُورُوبية.. ورغم أن هذه الأفعال غالبًا ما تُنسب إلى أفراد أَو جماعات متطرفة، فَــإنَّ تكرارها واتساع نطاقها يضعها في دائرة الضوء، ويثير أسئلة حول سياسَة صهيونية متعمَّدة تقف وراءها.
فبعد تداول مقطع لمرشح في إحدى الولايات الأمريكية وهو يسيءُ للقرآن الكريم عبر وضعه في فم تمثال على شكل خنزير، في مشهد أثار غضبًا واسعًا داخل الأوساط الإسلامية والعربية؛ وجاء ذلك بعد جريمة أُخرى قامت فيها مسؤولة أمريكية بحرقِ نُسَخٍ من المصحف الشريف خلال فعالية عامة، ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول حدود حرية التعبير وتنامي خطاب الكراهية ضد أقدس المقدسات الإسلامية.
وتزامن تصاعد هذه الإساءَات مع ما يجري في الأراضي الفلسطينية، حَيثُ تتحدث تقارير إعلامية عن اقتحامات متكرّرة للمساجد من قبل جيش العدوّ الإسرائيلي، الأمر الذي دفع كثيرين إلى الربط بين هذه الأحداث؛ باعتبَارها جزءًا من مناخ عام يتصاعد فيه استهداف الرموز الدينية الإسلامية في أكثر من ساحة.
إن تكرار هذه الوقائع يهدّد بتوسيع الفجوة بين المجتمعات، ويزيد من حالة الاحتقان في العالمين العربي والإسلامي، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لسن تشريعات دولية تجرّم ازدراء الأديان وتحمي دُور العبادة من الانتهاكات.
خلال السنوات الأخيرة، تحولت جرائم حرق المصحف أَو تمزيقه من أفعال فردية معزولة إلى مشاهد تتكرّر في العلن، وتُنشَر مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يمنحها انتشارًا واسعًا وتأثيرًا مضاعَفًا.
إن صمت السلطاتِ أَو اكتفائها بالتنديد اللفظي يساهم في خلق بيئة تسمح بتكرار هذه الإساءَات، خُصُوصًا مع صعود التيارات اليمينية المتطرفة التي تستغل هذه الأحداث لتحقيق مكاسب سياسية.
وتستند بعض الجهات في الغرب إلى مبدأ حرية التعبير لتبرير عدم التدخل في هذه الأفعال، بينما يرى المسلمون حولَ العالم أن حرق المصحف أَو الإساءة للنبي محمد ﷺ ليست تعبيرًا عن رأي، بل اعتداء مباشر على مقدسات دينية تمس مشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم.
ويلعب الإعلام دورًا محوريًّا في تشكيل الرأي العام تجاه هذه الظاهرة؛ فالتغطية الإعلامية غير المتوازنة تسهم في تأجيج التوترات، وتزيد من احتمالات تكرار الإساءَات.
وتترك هذه الحوادث آثارًا مباشرة على حياة المسلمين في الدول الغربية، حَيثُ يشعر كثيرون بارتفاع مستوى التوتر والخوف، خُصُوصًا بعد تزايد الاعتداءات على المساجد والمراكز الإسلامية.
ويقول بعض المقيمين المسلمين إنهم باتوا يشعرون بأن هُــويتهم الدينية مستهدَفة، وإن أطفالهم يواجهون ضغوطًا نفسية وتنمرًا في المدارس؛ بسَببِ هذه الأجواء المشحونة.
وفي العالم الإسلامي، تتسبب هذه الجرائم في موجات غضب واسعة تتراوح بين بيانات رسمية، واحتجاجات شعبيّة، وحملات مقاطعة.
والمفترض بل والواجب أن استمرار هذه الأفعال يهدّد العلاقات مع الدول الغربية.