حظر الملاحة الإسرائيلية يكشف عجز الغرب والشرق العسكري والاستخباراتي

البيضاء نت | تقرير 

بعد فشل الولايات المتحدة في الوفاء بتعهداتها بحماية الملاحة الإسرائيلية والقضاء على القدرات اليمنية، لجأت واشنطن إلى توجيه تحذيرات لشركات الشحن المرتبطة بالكيان الصهيوني، بعدم المرور عبر مضيق باب المندب، تحسباً لهجمات الصواريخ اليمنية.

المركز المشترك لمعلومات الملاحة البحرية التابع لتحالف العدوان الأمريكي-البريطاني أصدر تحليلاً لحركة السفن المتجهة لموانئ الاحتلال، مقدماً ما وصفه بـ”خدمة تحليل مجانية” للشركات الراغبة في تقييم خطر استهدافها من قبل القوات اليمنية. يستخدم المركز أدوات تحليل مشابهة لتلك التي تعتمدها القوات اليمنية، وهو ما يُعتبر اعترافاً ضمنياً بدقة وكفاءة الاستخبارات اليمنية وقدرتها على تنفيذ ضربات بحرية ناجحة متكررة.

الشركات قُدمت لها إمكانية إرسال بياناتها للمركز لتقييم مستوى الخطر، لكن المركز حذر من عدم قدرته على توفير حماية قانونية كاملة، مما يعكس قصور تحالف العدوان في توفير الحماية الفعلية.


“ترومان”.. إذلال أمريكي في البحر الأحمر

تقرير مجلة “إنديان ديفينس ريفيو” كشف أن عودة حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” من البحر الأحمر تحولت إلى إهانة للبحرية الأمريكية، بعدما كان من المفترض أن تكون عرضاً للقوة. الحاملة فشلت في كبح تهديدات جبهة اليمن التي استمرت بإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ طوال فترة تواجدها، ما دفع البنتاغون إلى أمر بمراجعة شاملة لعمليات حاملات الطائرات.

رغم تنفيذ أكثر من 11 ألف طلعة جوية وإسقاط ملايين الأرطال من الذخائر على الأراضي اليمنية، بقيت قوات صنعاء مدعومة بإرادة شعبية وقدرات صاروخية ومسيرة محلية التطوير، محافظة على سيطرتها على مضيق باب المندب.

الجانب الأمريكي تكبد خسائر مالية وفنية جسيمة، من بينها إسقاط طائرة أمريكية بالخطأ، فقدان طائرتين مقاتلتين، واصطدام الحاملة بسفينة تجارية قرب قناة السويس، ما أدى إلى إقالة قائد الحاملة، وسط اعترافات بمشاكل منهجية في التدريب والانضباط والصيانة داخل البحرية الأمريكية.


فن إدارة الحرب غير المتكافئة

أوضح المعهد الوطني لدراسات الردع الأمريكي أن الجيش اليمني تمكن من إدارة حرب غير متكافئة عبر استغلال إمكاناته المحدودة بتكلفة منخفضة لتحقيق تأثيرات اقتصادية ونفسية كبيرة على خصومه، ما جعل من الصعب على القوى المتفوقة عسكرياً ردعه.

تقرير “جلوبال سيكيوريتي ريفيو” أشار إلى أن الجيش اليمني يعتمد على أسلحة منخفضة التكلفة وعالية التأثير مثل الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز والقوارب المتفجرة، مؤكداً أن نجاحهم في تعطيل الشحن البحري وإثارة الهلع النفسي يُمثل هزيمة رمزية للقوى الغربية والعربية.

إحدى الطائرات المسيّرة اليمنية التي تكلفتها 20 ألف دولار أسقطت طائرة مسيرة أمريكية قيمتها 30 مليون دولار، مما يعكس كفاءة وقدرة صنعاء على استنزاف قوى خصومها رغم تفوقهم التكنولوجي.


عجز استخباراتي غربي إسرائيلي

صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية كشفت عن حرب استخباراتية سرية تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد اليمن، في محاولة لسد فجوة ضخمة في المعلومات حول القوات المسلحة اليمنية، وسط صعوبة اختراقها بسبب سياسة الصمت والسرية المتبعة.

بعد انضمام اليمن إلى معركة “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، تصاعدت محاولات التجنيد والاختراق الإلكتروني باستخدام أساليب متنوعة منها استقطاب عملاء عبر وسائل التواصل ونشر عروض وهمية، مع استهداف الصحفيين والناشطين.

الضربات اليمنية لم تقتصر على البحر الأحمر، بل وصلت إلى قلب الاحتلال، مستهدفة مواقع استراتيجية مثل مطار “بن غوريون”، مما كشف فجوة استخباراتية كبيرة لدى الاحتلال.

مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق اعترف بفشل أجهزة استخباراته في فهم المشهد اليمني، ودعا لفتح قنوات تجنيد داخل اليمن عبر دعم قوى محلية موالية.

استخدام الأجهزة الاستخباراتية أساليب متقدمة في التجسس، تشمل تجنيد يمنيين ذوي أصول يهودية وتدريب جواسيس في أوروبا، واستخدام تقنيات تشفير واتصالات عبر الأقمار الصناعية.


الحرب البحرية والاستخباراتية في اليمن كشفت ضعفاً واضحاً في الإمكانات الغربية والعربية في مواجهة قدرات صنعاء، التي استطاعت بذكاء استراتيجي وإدارة حربية متفوقة رغم محدودية مواردها، أن تعزز من قدرتها على فرض واقع جديد، يظهر هشاشة التهديدات الغربية التقليدية ويعزز سردية العجز العسكري والسياسي في المنطقة.