الحصار اليمني يشل التجارة ويستنزف الترسانة الأمريكية

الحصار اليمني يضغط على “إسرائيل” وحلفائها: شلل في سلاسل الإمداد، قفزات في أسعار الشحن والتذاكر، واستنزاف لمخزون الصواريخ الأمريكي

البيضاء نت | تقرير 

 

تتواصل تداعيات الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على “إسرائيل” لتضرب عمق الاقتصاد الإسرائيلي وحلفائه، مع تزايد كلفة الشحن والتأمين، واضطراب سلاسل الإمداد، وصولاً إلى استنزاف كبير في مخزون الصواريخ الأمريكي.

قائمة سوداء لشركات الشحن


أعلن مركز تنسيق العمليات الإنسانية في صنعاء إدراج 64 شركة شحن على اللائحة السوداء، بعد ثبوت تعاملها مع الموانئ الإسرائيلية رغم التحذيرات السابقة. ووفق البيان، فإن كامل أساطيل هذه الشركات باتت ممنوعة من عبور البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب، مع تهديدها بالاستهداف في أي منطقة تصل إليها القوات اليمنية.

 

تأثيرات مباشرة على الشحن العالمي


شركة “ميرسك” الدنماركية، إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، رفعت مجدداً رسوم الطوارئ على الحاويات، مبررة القرار بزيادة التوترات في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن. وأشارت الشركة إلى تأخيرات واسعة في الإمدادات، ونقص في المعدات، وارتفاع التكاليف التشغيلية، ما دفعها لفرض رسوم إضافية على الشحنات نحو وجهات عالمية متعددة.

قفزات في أسعار التذاكر


صحيفة “كالكاليست” العبرية الاقتصادية كشفت عن زيادات قياسية في أسعار الرحلات الجوية من وإلى “إسرائيل” منذ صيف 2023، بفعل الهجمات اليمنية على مطار “بن غوريون” والأحداث الأمنية المتكررة.


ووفق البيانات، قفز متوسط أسعار الرحلات إلى روما بنسبة 119%، وإلى برلين وأمستردام بنسبة 90%، وإلى بوخارست بنسبة 83%، وإلى بودابست بنسبة 75%، فيما سجلت وجهات أخرى مثل برشلونة وبراغ ولندن زيادات بين 57% و72%.

قيود على الإمدادات الدفاعية


صحيفة “غلوبس” العبرية أفادت بأن الحصار اليمني، إلى جانب تشديد الرقابة في موانئ ومطارات دول اتفاقية “واسينار”، يعقّد وصول الإمدادات الدفاعية إلى “إسرائيل”. بعض الشحنات الدفاعية باتت تُحتجز أو تُصادر في حال التأكد من وجهتها، بينما يواجه الحل البديل (إرسالها عبر دول خارج الاتفاقية) عقبة زيادة زمن الرحلات البحرية بأكثر من أسبوعين بسبب اضطرابات الشحن في البحر الأحمر.

استنزاف المخزون الأمريكي من الصواريخ


معهد “كوينسي” الأمريكي كشف عن استنزاف كبير في مخزون البحرية الأمريكية من صواريخ الدفاع الجوي (SM-2، SM-3، SM-6) جراء التصدي للهجمات اليمنية والإيرانية دفاعاً عن “إسرائيل”.


منذ أكتوبر 2023 وحتى يونيو 2025، أطلقت السفن الأمريكية 268 صاروخاً من طراز SM-2، و159 من طراز SM-3، و280 من طراز SM-6. وبلغت نسبة الاستنزاف نحو 33% من مخزون SM-3، و17% من SM-6، و3% من SM-2، بتكلفة إجمالية تتراوح بين 3.8 و6.4 مليار دولار.

إنتاج غير كافٍ لتعويض النقص


بيانات أمريكية أشارت إلى أن مخزون أكتوبر 2023 كان يضم 9100 صاروخ SM-2، و400 SM-3، و1500 SM-6، مع إنتاج سنوي محدود لا يكفي لتعويض معدلات الاستخدام الحالية، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة الصاروخ الواحد إلى عشرات الملايين من الدولارات.