وفيكم رسول الله
البيضاء نت | مقالات
بقلم / عبد الإله عبد القادر الجنيد
لربما ظن البعض أن أدعياء الدين القائلين بأن الاحتفاء وإحياء المولد النبوي الشريف بدعة إنما يفتون بذلك مستندين إلى حجج وأدلة قطعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة المتواترة.
لكنهم في حقيقة الأمر لا يملكون أي دليل يستندون إليه ويؤيد ما ذهبوا إليه.
بل على العكس من ذلك، فالقائلون بوجوب الاحتفاء والاحتفال بمولد النبي المصطفى الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يملكون من الأدلة والشواهد والحجج النقلية والعقلية والمنطقية ما فيه الكفاية لتخرس ألسنة المنكرين لأهمية وضرورة ووجوب إحياء المناسبة العظيمة، باعتبار ذلك طاعة وامتثالاً لتوجيهات الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، فضلاً عن الأهمية القصوى والضرورة الملحة لإحياء هذه المناسبة المقدسة في زمن باتت الأمة أشد حاجة لإحياء نبيها ورسول الله كسيرة ومنهج وقيادة تتأسى به الأمة لتُنقذ نفسها مما هي عليه من الذل والهوان وتكالب الأعداء.
والمعلوم أن لدى المسلمين جميعاً بمختلف طوائفهم ومذاهبهم على الإطلاق إجماع على وجوب إحياء مولد رسول الله، باستثناء الوهابية المقيتة ذات المنشأ البريطاني اليهودي، والحركات المنبثقة عنها، والتي تقف اليوم إلى جانب العدو الصهيوني الغاصب والغرب الكافر في جرائم الإبادة الجماعية بحق إخواننا المسلمين في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا قولاً وفعلاً.
إن الحقيقة التي ينبغي على المسلمين وأحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إدراكها أن الوهابية وما تفرع عنها بذرة شيطانية خبيثة، لطالما انساقت وراء أهوائها فانحرفت بالأمة عن مسار الإسلام الأصيل، وناصبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطاهرين العداء الصريح.
فلما تلاقت أهدافها مع المحتل البريطاني اللعين، تبناها وأعاد إنتاجها برعاية الصهيونية العالمية لتكون غدة سرطانية أخرى في جسد أمتنا الإسلامية، فتعمل على تدمير عُرَى الإسلام، لتستبدل الوعي القرآني الإسلامي بوعي مزيف لا يمت إلى الإسلام الحنيف بصلة.
وإنما الهدف من وراء ذلك فصل الأمة الإسلامية عن نبيها ورسول ربها وقائدها وقدوتها وأسوتها، لتضل ممزقة تعاني الفرقة والشتات والضعف والهوان، خدمة لأعداء الأمة.
فهم مع علمهم ويقينهم بأهمية ووجوب الاحتفال والاحتفاء وإحياء ذكرى رسول الله في واقع الأمة لحمايتها من الانزلاق في وحل الجاهلية الجهلاء والضلال المبين.
ومن أجل ذلك يعملون ويبذلون كل ما أوتوا من جهد لإضلال الأمة حتى يسهل الهيمنة عليها من قبل أعدائها.
ولم يكن ربنا الأعلى سبحانه وتعالى ليذر أولياء الشيطان وأعداء الإسلام ليفسدوا في الأرض ويضلوا عباده، دون أن يمنّ على عباده برحمته، ويستنقذهم بولي من أوليائه، وعلم من أعلام الهدى من آل بيت نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وقائم يقوم في الناس بالحق، يعيد إحياء منهج القرآن الكريم وسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في واقع الأمة ويستنهضها من جديد، وينتصر لمظلوميتها، ويعظم شعائر الله، ويسير بالناس على صراط الله المستقيم.
وفي يمن الإيمان والحكمة سطعت أنوار أعلام الهدى، فأكرم الله سبحانه وتعالى أمة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالمسيرة القرآنية وقيادتها الربانية، فقام في الأمة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، قائم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وهنالك قام حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستنهض الأنصار أحفاد الأنصار الذين استجابوا له استجابة وطاعة وتسليماً لله ورسوله وأوليائه، فأحيا في الأمة دين الإسلام الحق، ومنهج القرآن القويم، وسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على صراط الله المستقيم.
فضربت يمن الأنصار والإيمان والحكمة المثل الأعلى في اقتدائها وتأسّيها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجهاد في سبيل الله، وقتال الظالمين والغرب الكافر واليهود الغاصبين، وبادرت بإسنادها ودعمها ونصرتها للمستضعفين في غزة وكل فلسطين.
فقدمت من أجل أهدافها السامية والنبيلة لعظيم التضحيات حتى استشهد على طريق القدس خيرة رجالها ورئاسة الحكومة وعدد من وزرائها جهادا في سبيل الله.
بيد أن تلك التضحيات لم تؤثر على مواقفها الثابتة وإيمانها الراسخ بوجوب المضي على نهج رسول الله بدعم ونصرة أهلنا في غزة طاعة لله وتأسيا برسوله الأعظم بلا كلل أو ملل فلا تراجع حتى النصر.
ومن هذا المنطلق أحيت الحشود المليونية رجالا ونساءا مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحياءً عملياً في احتفالات لم تشهد مثلها الأرض من قبل، فأخرست المنافقين، وأركسَت المتصهينين، وأذلت اليهود الغاصبين والغرب الكافر وكل شيطان رجيم.
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم.
*والحمد لله رب العالمين*
======
اللهُ أَكْبَرُ
الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا
الْمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ
اللَّعْنَةُ عَلَى الْيَهُودِ
النَّصْرُ لِلْإِسْلَامِ