المشروع الصهيوني… من عقلية العدوان إلى حافة السقوط الدولي

البيضاء نت | محلي 

 

تتعامل الجمهورية اليمنية مع التهديدات الإسرائيلية بوضوح وثقة، وهي تدرك أن الهستيريا الصهيونية المتصاعدة ليست إلا نتيجة مباشرة للأوجاع التي سببتها الضربات اليمنية الدقيقة في العمق العسكري والاقتصادي للاحتلال. لقد لمس قادة تل أبيب لأول مرة أن ثمة قوة عربية صاعدة قادرة على كسر هيبة جيشهم الذي طالما تغنّوا بتفوّقه.

وحين سقطت أسطورة «الجيش الذي لا يُقهر» في البحر الأحمر، لم يجد الاحتلال أمامه سوى الاستغاثة بأمريكا وبريطانيا. لكن تلك الاستغاثة تحولت إلى فضيحة عسكرية مدوّية؛ انسحبت القطع البحرية الأمريكية والبريطانية خوفًا من الاستهداف من جديد، ليُسجَّل في سجل الهزائم الغربية أن اليمن — رغم الحصار والعدوان — قلب معادلة القوة في الممرات الدولية.

تاريخ الاحتلال الصهيوني هو ذاته الحاضر: توسع بالقوة، وتحدٍّ سافر للقانون الدولي، وصناعة دائمة للأعداء. غير أن الاحتلال اليوم يواجه أكبر أزمة شرعية في تاريخه. فقد انكشف أمام العالم ككيان يقوم على الإبادة وجرائم الحرب، لا على «الدفاع عن النفس» كما يدّعي.

لا يمكن لإسرائيل أن تواصل الهروب خلف شماعة «معاداة السامية». فالعالم بات يميّز بين دينٍ يتعايش مع الإنسانية وكيانٍ استعماري يبني وجوده على أنقاض شعب كامل. وكلما تصاعد الإجرام في غزة، اتسعت عزلته السياسية واهتزت صورته داخل عواصم كانت يومًا ما حاضنته الأساسية.

لقد حان الوقت لتدرك تل أبيب أن زمن الإفلات من العقاب انتهى. وأن إرادة الشعوب، من غزة إلى صنعاء، قادرة على فرض معادلة جديدة يكون فيها الاحتلال مكشوفًا، ومحاسَبًا، ومطاردًا دوليًا.

والمطلوب اليوم من الدول والمؤسسات الدولية ألا تكتفي بالإدانة اللفظية، بل أن تنتقل نحو إجراءات عملية توقف العدوان وتنهي الوجود الاستعماري الذي يمثّل أكبر تهديد للأمن الإقليمي والدولي.